فالعالم يرى هذه الآيات العظيمة العجيبة من آيات الله سبحانه، فمن الآيات اختلاف ألسنتكم وألوانكم، هذا أبيض، هذا أحمر، هذا أسود، هذا كذا، تختلف الألوان والخالق واحد سبحانه وتعالى، واختلاف ألسنتكم، هذا يتكلم بالعربية، وهذا الإنجليزية، وهذا فرنسية، هذا لسان عربي مبين، وهذا أعجم، والذي خلقهم هو الله الواحد الذي يسمع جميع الكلمات بجميع اللغات، ويستجيب لجميع الدعوات سبحانه وتعالى، فهذه آية من آياته سبحانه.
ومن آياته المنام بالليل والنهار، والكل ينام ولا يوجد أحد لا ينام، إلا أن يكتب الله عز وجل عليه الأرق والمرض ليريكم آية من آياته سبحانه وتعالى، وأنكم محتاجون إلى هذا النوم، ولو مرت عليه أيام وليالٍ لا ينام يحدث فيه شيء فيجن في النهاية، ومنهم من يتعب ويموت إذا حرم من هذا النوم الذي يحتاجه، وهذا ينام بطريقة معينة، وهذا نومه بطريقة معينة، وهذا يرى رؤيا، وهذا لا يرى، والذي يجعل هذا كله هو الله سبحانه وتعالى، فهو يدبر كونه سبحانه ويريكم اختلاف الأشياء، فهو الله الواحد سبحانه وتعالى، وهو الذي خلق هذا كله، فآية من آيات الله سبحانه، هذا ينام ويرى رؤيا، وهذا ينام ويرى حلماً من أحلام الشيطان، وهذا ينام ويرى كذا، وهذا ينام ولا يرى شيئاً، والكل يجمعهم النوم، وهذا يقوم مفزوعاً من النوم، وهذا يقوم مسروراً من النوم، وهذا يقوم وكأنه لم ينم، وهكذا.
فالله عز وجل يريكم آيات من آياته سبحانه وتعالى، والإنسان يحتاج إلى هذا النوم، فإذا استيقظت من نومك حمدت الله سبحانه على أن جعلك تنام وتستريح، ثم أحياك بعدما أماتك وإليه المصير سبحانه، وإليه النشور سبحانه وتعالى، فمن آياته منامكم بالليل والنهار، وتحتاجون إلى هذا النوم، وتعرفون قدرة الله وقوته وغناه سبحانه وتعالى، وهو سبحانه لا يحتاج إلى شيء، قال تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الشورى:١١].
وهو سبحانه لا يحتاج إلى النوم وفي الحديث:(إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام) سبحانه وتعالى، ويذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن النوم أخو الموت، ولذلك أهل الجنة لا ينامون، ولا يحتاجون إلى النوم؛ لأنه لا تعب في الجنة ولا مشقة، فلا ينام أهل الجنة، بل يستمتعون في كل الأحيان وفي كل الأوقات، وبكل شيء يستمتعون، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهل جنته.
يقول لنا ربنا سبحانه:{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ}[البقرة:٢٥٥].
السِنَة: الخفيف من النعاس، والنوم: الثقيل من النعاس، فلا تأخذ الله سبحانه وتعالى سنة ولا نوم، ولا يعتريه ذلك سبحانه وتعالى، فالله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، بيده القسط والميزان يخفض ويرفع سبحانه وتعالى.