وعن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له بنحو ما أسمع).
هذا قضاء القاضي في الدنيا، يقول الفقهاء: إن حكم القاضي لا يغير من باطن الأمر شيئاً، حتى لو كان هذا القاضي النبي صلى الله عليه وسلم.
النبي صلى الله عليه وسلم يحكم بالظاهر، لكن الذي يأتي يشتكي قد يكون كذاباً في الذي يقوله، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض)، يعني: يأتي إلي اثنان يختصمان أحدهما يعرف كيف يتكلم والثاني لا يعرف؛ فأقضي أنا حسب ما أسمع وحسب الشهود الذين أمامي، ولكن في باطن الأمر قد يكون الذي قضيت له كذاباً، يا ترى فهل تغيرت القضية؟
الجواب
لا.
حتى لو قال له النبي صلى الله عليه وسلم: خذ هذا المال، فليس من حقه أن يأخذ هذا المال وليس ملكه.
فيقول لنا النبي صلى الله عليه وسلم:(فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار).
يعني: الذي أعطيه مال أخيه وهو عارف أنه سيأخذ المال ظلماً، فهذا يأخذ قطعة من النار والعياذ بالله!