في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم:(آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، وفي صحيح مسلم:(وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم) فيحدثك بالشيء وهو كذاب فيما يقوله، وإذا وعد أخلف، فكم من الناس يعدون ويخلفون، وكثير منهم يقول: هات المال وغداً ستجد الحاجة عندك، فتأتي اليوم الثاني ولا تجد الحاجة ولا غيرها، وانتهى الأمر على ذلك.
ومنهم من يقول: أعطني مالك أشغله لك، فيأخذ المال يشغله ولا تراه بعد ذلك فذهب المال على الرجل، وبعد أن كان عزيزاً والمال في يده صار ذليلاً يجري شمالاً ويميناً يبحث عن ماله.
فعلينا أن نتقي الله تبارك وتعالى في كلامنا، وفي أموالنا، وأن نحرص على أن تكون من حلال من أجل أن تستجاب دعواتنا.
والمقصود بالنفاق في هذا الحديث نفاق العمل لا نفاق الاعتقاد، فإذا كان منافقاً نفاقاً عقدياً فهذا أشنع من ذلك، ولكن هذه الأعمال من نفاق العمل.
قوله:(وإذا اؤتمن خان) فيصرفها ويضيعها وصاحبها لا يلاقيها بعد ذلك، وكأن يؤتمن على الأسرار، فيفضح صاحب السر عند كل الناس، ويؤتمن على الفروج ويؤتمن على الأبضاع وعلى الأموال وعلى البيوت فلا أمانة عنده.
وفي رواية مسلم:(وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم)، فلو كان يستحل ذلك، وظن أنه حلال له أن يصنع ذلك فقد كفر ونافق نفاقاً أكبر يخرج صاحبه من الملة، وإذا كان يعتقد أن هذا حرام ولكنه يفعله كنوع من الشهوة والهوى، فهذا آثم واقع في مصيبة من المصائب، نسأل الله العفو والعافية، حتى وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم.