من الأحاديث حديث أبي بكرة واسمه نفيع بن الحارث بن كلدة رضي الله عنه، وسبب كنيته أنه كان فيمن حاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم في حصن الطائف سنة ثمان للهجرة، فإنه بعد أن فتح مكة توجه إلى الطائف فرفض أهل الحصن الاستسلام ورشقوا المسلمين بالنبال والرماح وقد أسلم نفيع بن الحارث وأحب أن يهرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولما كانت الأبواب مؤصدة محروسة لم يجد إلا أن يتدلى ببكرة وينزل من الحصن هارباً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فكني بعد ذلك بـ أبي بكرة رضي الله عنه.
وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(ألا أنبئكم بأكبر الكبائر).
وقد كان صلى الله عليه وسلم حينها متكئاً يقول لهم: هل أخبركم بأكبر الكبائر؟ والكبائر كثيرة لم يُتفق على حصرها، وقد جاء في حديث أن الكبائر الموبقات المهلكات سبع، فقال ابن عباس: هي إلى السبعين أقرب، يعني: أنها ليست سبعاً فقط، وقد أوصلها بعضهم أكثر من ثلاثمائة كبيرة، فجعل كل ما توعد الله عز وجل عليه من ذنب بأنه يعذب صاحبه، أو أن صاحبه ملعون مطرود من الرحمة، أو ذكر بأن له النار، أو جعل له حداً في الدنيا، أو جعل شيئاً من الوعيد في الدنيا كبيرة من الكبائر.
قال أبو بكرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله).
والإشراك أن الإنسان يعبد غير الله سبحانه أو يعبد مع الله سبحانه وتعالى غيره، والشرك أقسام: الشرك الأكبر، والشرك الأصغر الشرك الخفي.
قال:(وعقوق الوالدين) العقوق: من عق، بمعنى: قطع، ومنه العقيقة، وهي: التي تذبح في يوم سابع المولود، والعقوق: من يقطع رحمه.