مغتسل بارد وشراب فيه شفاؤك، وقد وهبت لك أهلك ومثلهم معهم، ومالك ومثله معه وزعموا: ومثله معه لتكون لمن خلفك آية، ولتكون عبرة لأهل البلاء، وعزاء للصابرين، فركض برجله، فانفجرت له عين، فدخل فيها فاغتسل، فأذهب الله عنه، كلّ ما كان به من البلاء، ثم خرج فجلس، وأقبلت امرأته تلتمسه في مضجعه، فلم تجده، فقامت كالوالهة متلدّدة، ثم قالت: يا عبد الله، هل لك علم بالرجل المبتلي الذي كان هاهنا؟ قال: لا ثم تبسّم، فعرفته بمضحكه، فاعتنقته.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبه، قال: فحدثت عبد الله بن عباس حديثه، واعتناقها إياه، فقال عبد الله: فوالذي نفس عبد الله بيده ما فارقته من عناقه حتى مرّ بها كلّ مال لهما وولد.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: وقد سمعت بعض من يذكر الحديث عنه أنه دعاها حين سألت عنه، فقال لها: وهل تعرفينه إذا رأيته؟ قالت: نعم، ومالي لا أعرفه؟ فتبسّم، ثم قال: ها أنا هو، وقد فرج الله عني ما كنت فيه، فعند ذلك اعتنقته، قال وهب: فأوحى الله في قسمه ليضربها في الذي كلمته، أن (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ) أي قد برّت يمينك، يقول الله تعالى (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) يقول الله (وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لأولِي الألْبَابِ) .
حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي، قال: ثنا فضيل بن عياض، عن هشام، عن الحسن، قال: لقد مكث أيوب مطروحا على كناسة سبع سنين وأشهرا ما يسأل الله أن يكشف ما به، قال: وما على وجه الأرض خلق أكرم على الله من أيوب، فيزعمون أن بعض الناس قال: لو كان لربّ هذا فيه حاجة ما صنع به هذا، فعند ذلك دعا.
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، عن يونس، عن الحسن، قال: بقي أيوب على كناسة لبني إسرائيل سبع سنين وأشهرا تختلف عليه الدواب.
حدثني محمد بن إسحاق، قال: ثنا يحيى بن معين، قال: ثنا ابن عيينة،