(٢) هذا البيت ينسب لأعشى بني قيس بن ثعلبة، ولم أجد في ديوانه قصيدة دالية مكسورة من بحر الكامل، ووجدت البيت في دالية منصوبة باختلاف في رواية وهذا هو البيت مع البيتين قبله: جَعَلَ الإلَهُ طَعامَنا في مالِنا ... رِزْقا تَضَمَّنَهُ لَنا لَنْ يَنْفَدا مِثْلَ الهِضَابِ جَزَارَةً لسُيُوفنا ... فإذَا تُراعُ فِإنَّهَا لَنْ تُطْرَدَا ضَمنَتْ لَنا أعْجَازُهُنَّ قُدُورَنا ... وَضُرُوعُهُنَّ لَنا الصَّرِيحَ الأجْرَدَا ومعنى الأبيات: جعل الله طعامنا في الإبل، نرحلها حيث نشاء رزقا لا ينفد. وهي ضخمة كالهضاب نعقرها بسيوفنا للضيفان، لا يطردها مروع أو مغير، وقد ضمنت أعجازها لنا قدورنا أن تفرغ، لسمنها وكثرة لحمها، وضمنت ضروعها لنا اللبن خالصا صافيا. (انظر الديوان، طبع القاهرة، ص ٢٣٠ بشرح الدكتور محمد حسين) . وفي اللسان رواية أخرى للبيت، مع نسبته للأعشى (في: جرد) قال: ألبن وجرد لا رغوة قال الأعشى: ضَمِنَتْ لَنا أعْجَازَهُ أرْماحُنا ... مِلْءَ المَرَاجِلِ والصَّرِيحَ الأجْرَدَا وعلى هاتين الروايتين لا شاهد في البيت؛ لأن المؤلف إنما ساقه شاهدا على زيادة الباء في قوله " برزق " ولا باء زائدة في هاتين الروايتين. وقد جعل الباء في قوله (برزق) نظير الباء التي في الآية: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ أي على تقدير ومن يرد فيه إلحادا بظلم.