فَلَمَّا رَأى ما غِبُّ أمرِي وَأمْرِهِ ... وَناءَتْ بأعْجازِ الأمُورِ صُدُورُ تَمنَّى نَئِيشا أنْ يَكُونَ أطاعنِي ... وَيحدُثَ مِنْ بَعْدِ الأُمُورِ أمُور قوله، تمنى نئيشا: أي في الأخير، وبعد الفوت أن لو أطاعني وقد حدثت أمور لا يستدرك بها ما فات. أي أطاعني في وقت لا تنفعه فيه الطاعة. قال: ويقال فعله نئيشا: أي أخيرا، واتبعه نئيشا: إذا تأخر عنه ثم اتبعه على عجلة، شفقة أن يفوته. والنئيش أيضا: البعيد عن ثعلب وقال الفراء في معاني القرآن (مصورة الجامعة، الورقة ٢٦٥) وقوله: (وأنى لهم التناوش) ؟ قرأ الأعمش وحمزة والكسائي بالهمز، يجعلونه من الشيء البطيء من نأشت من النأش. قال الشاعر: وجئت نئيشا بعدما فاتك الخير وقال الآخر: تمنى شيئا ... إلخ البيت. وقد ترك همزها أهل الحجاز وغيرهم، جعلوها من نشته نوشا، وهو التناول، وهما متقاربان مثل ذمت الشيء وذأمته أي عبته. وقال الشاعر: "فهي تنوش الحوض ... إلخ" وتناوش القوم في القتال: إذا تناول بعضهم بعضا ولم يتدانوا كل التداني. وقد يجوز همزها، وهي من نشت لانضمام الواو، يعني التناوش، مثل قوله: (وإذا الرسل أقتت) .