وأما تأويل اسمها أنها "السَّبْعُ"، فإنها سبعُ آيات، لا خلاف بين الجميع من القرَّاء والعلماء في ذلك.
وإنما اختلفوا في الآي التي صارت بها سبع آيات. فقال عُظْمُ أهل الكوفة: صارت سبع آيات ب {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ورُوي ذلك عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين. وقال آخرون: هي سبع آيات، وليس منهن {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ولكن السابعة "أنعمت عليهم". وذلك قول عُظْم قَرَأةِ أهل المدينة ومُتْقنيهم (١) .
قال أبو جعفر: وقد بيَّنا الصواب من القول عندنا في ذلك في كتابنا: (اللطيف في أحكام شرائع الإسلام) بوجيز من القول، ونستقصي بيان ذلك بحكاية أقوال المختلفين فيه من الصحابة والتابعين والمتقدمين والمتأخرين في كتابنا:(الأكبر في أحكام شرائع الإسلام) إن شاء الله ذلك.
وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم آياتها السبعَ بأنهن مَثان، فلأنها تُثْنَى قراءتها في كل صلاة وتطوُّع ومكتوبة. وكذلك كان الحسن البصري يتأوّل ذلك.
١٣٥- حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن عُليَة، عن أبي رَجاء، قال سألت الحسن عن قوله:{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}
(١) في المطبوعة: "أعظم أهل الكوفة ... " ثم "أعظم قراء أهل المدينة". وهو تغيير. وعظم الشيء أو الناس: معظمهم وأكثرهم. و "قرأة" جمع قارئ. وانظر ما سلف: ٥١- ٥٢ التعليق رقم: ٣ وص ٦٤ تعليق رقم: ٤. وفي المطبوعة "ومتفقهيهم"، غيروه أيضًا.