للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يريد. ونصفه

* * *

وقال آخرون:"أو" في هذا الموضع بمعنى"بل"، فكان تأويله عندهم: فهي كالحجارة بل أشد قسوة، كما قال جل ثناؤه: (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) [الصافات: ١٤٧] ، بمعنى: بل يزيدون.

* * *

وقال آخرون: معنى ذلك: فهي كالحجارة، أو أشد قسوة عندكم.

* * *

قال أبو جعفر: ولكل مما قيل من هذه الأقوال التي حكينا وجه ومخرج في كلام العرب. غير أن أعجب الأقوال إلي في ذلك ما قلناه أولا ثم القول الذي ذكرناه عمن وجه ذلك إلى أنه بمعنى: فهي أوجه في القسوة: إما أن تكون كالحجارة، أو أشد، (١) على تأويل أن منها كالحجارة، ومنها أشد قسوة. لأن"أو"، وإن استعملت في أماكن من أماكن"الواو" حتى يلتبس معناها ومعنى"الواو"، لتقارب معنييهما في بعض تلك الأماكن - (٢) فإن أصلها أن تأتي بمعنى أحد الاثنين. فتوجيهها إلى أصلها - ما وجدنا إلى ذلك سبيلا (٣) أعجب إلي من إخراجها عن أصلها، ومعناها المعروف لها.

* * *

قال أبو جعفر: وأما الرفع في قوله: (أو أشد قسوة) فمن وجهين: أحدهما: أن يكون عطفا على معنى"الكاف" في قوله: (كالحجارة) ، لأن معناها الرفع. وذلك أن معناها معنى"مثل"، [فيكون تأويله] (٤) فهي مثل الحجارة أو أشد قسوة من الحجارة.


(١) في المطبوعة: "فهي أوجه في القسوة من أن تكون كالحجارة أو أشد"، واستظهرت تصويبه مما مضى آنفًا، ومن تأويله بعد، فوضعت"إما" مكان"من".
(٢) انظر ما سلف في ١: ٣٢٧ - ٣٢٨.
(٣) في المطبوعة: "من وجد إلى ذلك سبيلا". وهو خطأ.
(٤) زدت ما بين القوسين، ليستقيم الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>