للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيدخل علينا الآن، وإذا به لما دخل فوجئت به كما فوجئ هو بي، وجلس تجاهي بلا تشبيه مثل حكايتي، لكن هو ماذا فعل، ما فعل مثلك يوجه سؤال، صار يسجد على الأرض، يعني يوهم الناس الجالسين أنه ليس في هذه الدنيا الذي أنتم عايشين فيها، هو مع الله، هو راكع ساجد .. إلى آخره، وفوق ها الهوبلة يسموها عندنا في الشام، صار يحكي ليس له معنى: بيض، باذنجان، مثل الكلمات هذي، يعني مثلما يقولوا النحويين يعني جملة غير تامة.

مداخلة: لا محل لها من الإعراب.

الشيخ: لا محل لها ... أنا عرفت الرجل وهو يدجل على الحاضرين، وهو جارنا، أنا كان لي دكان ساعاتي أصلح فيه ساعات، جنب منه مسجد عمره ما دخل مسجد، دائماً ... الزاوية من المسجد، يجلس عيونه صفراء الله أعلم من كثر ما يشرب حشيش، في رمضان علناً يشرب سيجارة ولا أحد يعترض عليه إطلاقاً، ليش؟ ؟ !

يقولوا لك: هذا من رجال الغيب ...

مداخلة: واصل ..

الشيخ: نعم، واصل .. إلى جهنم، المقصود هو يعرفني وأنا أعرفه، فلذلك لما وقع بصره علي عمل حاله أنه غائب، فأنا ارتجلت كلمة ساعتها عنوانها الآية الكريمة: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [يونس: ٦٢ - ٦٤]، وبدأت أقول من هم المؤمنون، العمل الصالح .. إلى آخره، كلام طويل جداً، بعدما انتهيت من المحاضرة، أنا فهمت أن صاحب الدار المضيف مغرور مغشوش بهذا الرجل، يؤمن بأنه فعلاً رجل صالح، بعدما ألقيت المحاضرة يقول

<<  <  ج: ص:  >  >>