للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أردت الركوع وكبرت راكعًا وإذا بي أشعر بأن الناس كلهم هووا ساجدين .. أنا راكع وهم سجدوا، هذا يدلكم على ماذا؟ على العادة.

ومع الأسف كما يوجد في بعض المساجد القديمة وحتى بعض الحديثة منبر طويل يقطع الصف، وليس الصف الأول فبعض هذه المنابر تقطع صفين على الأقل، كان هذا المنبر مع صغر المسجد هناك في القرية قطع الصف الأول والثاني، فالذين كانوا خلفي مباشرًة أحسوا بخطئهم فتداركوه وشاركوني في الركوع، أما الذين كانوا خلف المنبر فظلوا ساجدين حتى سمعوا قولي: سمع الله لمن حمده، وإذا بهم يصيحون، يعني: أبطلوا صلاتهم، ضوضاء وغوغاء، وتابعت أنا بطبيعة الحال حتى قضيت الصلاة بتمامها ثم التفت إليهم، قلت لهم: يا جماعة ألا تستحون! أنتم عرب أو عجم ما تفرقون بين قول القارئ في أول ركعة: ألم، وبين كهيعص، ما تفرقون بين هذا وهذا! لو هذا وقع في بلاد الأعاجم لكان عارًا عليهم فما بالكم أنتم وأنتم عرب، لكن يبدوا أن عقولكم مشغولة بالزرع والضرع ونحو ذلك من الأمور.

ففي هذه الحادثة تأكدت من صحة قول العلماء الذين أشرت إليهم آنفًا، بأن على الإمام أن يراعي وضع المجتمع الذي يعيش فيه حتى لا يغالوا في بعض الأحكام، فهذه القصة والتي قبلها تبين لكم أن المسائل في الشرع يجب أن تؤخذ بدون مبالغة .. بدون أن نرفع ما كان سنًة إلى حد الوجوب، وما كان فرضًا ننزل به إلى حد السنة، هذا كله إفراط أو تفريط لا يجوز، فهذا جواب عن هذا الاستدلال الذي يدل على جهل المستدلين به.

مداخلة: لعل القصة هذه وردت في ... إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في سير أعلام النبلاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>