الفضل الأول: أنه هاجر بعائلته، بأولاده الذين أنا أحدهم من ألبانيا إلى دمشق الشام، فكان ذلك سبباً أولاً للخلاص من الجهالة إذا لم نقل: اللادينية التي أحاطت بالألبان بعد هجرة أبي رحمه الله، فأنجانا بهذه الهجرة. هذا أولاً من هذه المصيبة.
ثانياً: كان ذلك سبباً لأن أتعلم اللغة العربية فأتمكن إذا تلوت القرآن أن أفهم، حديث الرسول أنا أفهم. هذه الهجرة وما ترتب عليها هذا فضل كبير لله قبل كل شيء ثم لأبي كسبب.
الشيء الثاني: أنني حينما تخرجت من المدرسة الابتدائية وأبي فقير وعائل ذو عائلة اضطررنا ألا نتابع الدراسة خاصة الدراسة النظامية الحكومية، فلا بد من اتخاذ مهنة فكانت مهنتي الأولى النجارة، والنجارة العربية واشتغلت سنتين ثلاثة، وكان في مثل هذه الأيام أمطار ثلوج هناك في دمشق كنا نتعطل عن العمل، فيوماً قال لي والدي: ما رأيك يا ابني أنا أرى أن الشغل هذا ليس شغل، ما رأيك تشتغل عندي ساعاتي؟ قلت له: كما تريد بطبيعة الحال وكان ذلك، وتعلمت المهنة وبرزت فيها ووفرت الوقت لطلب العلم، وإلى هنا ولا أطيل. فوالدي رحمه الله هو له الفضل علينا بأن نجانا من بلاد الكفر وأدخلنا إلى بلاد الإسلام.
فغرضي أن أقول: إن الدعوة التي أنا نشأت عليها ابتداءً هو مذهب أبي، مذهب أبي حنيفة، لكني لما تبصرت واستنرت بنور الكتاب والسنة أبيت أن أتمسك بهذا المذهب وأن أتبعه وأن أخلص له، فعدلت عن الإخلاص لهذا المذهب في الاتباع إلى نبيي محمد عليه الصلاة والسلام، لذلك كلما مضى علي زمن انتهيت إلى أنه كما يجب على المسلم أن يوحد الله في عبادته يجب عليه أيضاً أن يوحد نبيه في اتباعه.