للرجل الزاني بامرأة وحملت منه بنتاً أن يتزوجها، أبو حنيفة يقول: هذا حرام ما يجوز، كيف الواحد ينكح ما هو من مائه، فلو قيل لذاك الرجل: هذا شافعي هيك بيقول طبعاً عم بيصير نفرة، لا، بالعكس هنا القضية بالعكس تماماً، لذلك ما يجوز أن الإنسان تعصباً لمذهبه أن يأخذ من مذهبه أحسن ما فيه ويحتج به على الآخرين، لأن الآخرين عندهم أحسن أيضاً ولو من بعض النواحي، ولهذا فهذا سيكون سبب لإيقاع الفرقة بين المتمذهبين، وهذا ما وقع، وهذا موجود آثاره حتى اليوم.
من الآثار مثلاً وجود في بعض البلاد الشامية الكبرى في المسجد الواحد محاريب عديدة، محاريب عديدة، من اثنين إلى أربعة على حسب شهرة المذاهب هناك، عندنا في دمشق المسجد الأموي فيه أربعة محاريب، مساجد أخرى فيها محرابين، ليه؟ لأنه فيها أحناف وفيها شوافع، ما فيها مالكية وما فيها حنابلة، لماذا هذه المحاريب؟ كل إمام يصلي في محرابه؛ لأنه تكره الصلاة وراء المخالف للمذهب، فإذاً: كيف يصح لهؤلاء أن يقولوا: لا، نحن ما نتبع الكتاب والسنة، نتبع الأئمة لأن الأئمة أعلم. كلمة حق أريد بها باطل، لأن الطريقة التي بها يصل طالب العلم إلى معرفة قول الإمام أي إمام كان نفس الطريق وأحسن منه يستطيع أن يصل به إلى أن يعرف قول سيد الأئمة المفروض علينا اتباعه دون سواه، الطريق التي يطلب بها المعرفة لمذهب من المذاهب هو نفس الطريق وأحسن منه يمكن سلوكه لمعرفة ما كان عليه الرسول عليه السلام الذي قال وقد رأى يوماً في يد عمر بن الخطاب صحيفة سأله عنها؟ قال: هذه من التوراة كتبها له رجل من اليهود، قال: «يا ابن