للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تضع القسم الأول مقام القسم الأخير، يعني: تضع العلماء مقام العامة، نحن قلنا: العلماء هم الذين يقدرون على الاجتهاد، الآن أنت تقول: هم الذين يتمسكون بالمذهب؛ لأنهم الذين يلمون بالمذهب، وهم الذين يعرفون بالمذهب، يا أستاذ .. يا دكتور! هؤلاء واجبهم أن يأخذوا من الكتاب والسنة، لا أن يكون هذا حنفي وهذا شافعي، ما لك أنت تقول: ... هؤلاء واجبهم غير الواجب على العامة.

فأنت عندما تقول: أنت مثلاً عشت عملياً في المسائل حنبلي .. شافعي إلى آخره، ويمكن لا تعرف أن تميز المسألة هي في المذهب الفلاني؟ علمك هو كذلك؛ لأن هذا ليس عملك، لكن الذين تعنيهم العلماء هؤلاء لازم لا يقولون مثل ما قلنا عن البوطي إذا كان البوطي يقدر على الاجتهاد ويأخذ من الكتاب والسنة، ليس لازم أن يقول عن نفسه: أنا شافعي أو ذاك يقول: أنا حنفي، فأنت الآن تعكس الموضوع تماماً، هؤلاء العلماء الذين يلمون بالمذاهب، هؤلاء المجتهدين .. هؤلاء لازم يقولون: قال الله كذا .. قال رسول الله كذا .. لا يقولوا: أنا حنفي؛ لأن إمامي قال كذا، هذا يقوله طلاب العلم الشرعيين فقط، أما العامي فكما شرحنا آنفاً في قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: ٤٣] العلماء إذا سئلوا أجابوا بقال الله قال رسول الله، العامة لا يقولون: قال الله قال رسول الله؛ لأنهم لا يفهمون لكن عليهم أن يسألوا الذين يفهمون، من هم؟ العلماء.

ابن القيم رحمه الله له شعر جميل يقول في تعريف العلم، ما هو العلم:

العلم قال الله قال رسوله ... قال الصحابة ليس بالتمويه

<<  <  ج: ص:  >  >>