للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صدر منه كلام عجيب جداً، قلت له: يا أستاذ! أنت قلت: ليس من اللازم أن نبحث في المسائل الخلافية، لا يوجد شيء الآن إلا اختلف فيه حتى التوحيد، معنى كلامك أنت: أنه حتى التوحيد لا نبحث فيه .. اختلف في التوحيد وأنا في الشام صدرت رسالة بعنوان: لا إله إلا الله للشيخ محمد الهاشمي المغربي، ساكن هناك في الجبل في جبل قاسيون عندنا في سوريا، يشرح لا إله إلا الله لا رب إلا الله، قلت له هذا الكلام، معنى كلامك يا أستاذ! أنه لا نبحث حتى في التوحيد، لا يُصَدِّق من يسمع هذا الكلام لولا الثقة بالمتكلم ... ما يصدق أنه قال: ولا في هذا ينبغي أن يُشْتَغل؟ ! الآن يجب أن نتعاون ضد الشيوعيين وضد الملاحدة وإلى آخره.

قلنا له: يا أستاذ! وتتعاون مع من؟ ! مع المؤمنين، أو مع غير المؤمنين، وجرى نقاش طويل بيننا وهو رئيس جماعة يمثل جماعة معروفة وإلى آخره، وأنا أرى هذا يمثل بكلامه واقع جماعات مقيمة في كثير من البلاد الإسلامية؛ لذلك التكتل والتحزب ليس من الدعوة السلفية، ولا من السنة المحمدية بل هو خلاف القرآن المتفق عليه: {وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: ٣١ - ٣٢].

خلاصة الكلام يا أستاذ! أننا ما ينبغي أن نهتم .. بأنهم هكذا يقولون: ما دام نحن عرفنا سبيلنا وعرفنا طريقنا فما علينا إلا كما قال ربنا: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: ١٢٥].

يجب أن نُبَيِّن لهم عاقبة دعوتهم ما هي؟ الوصول إلى الحكم .. الرسول عليه السلام وضع أسلوباً للوصول إلى الحكم أم لا؟ لا شك: «ما تركت شيئاً يقربكم

<<  <  ج: ص:  >  >>