لا يصلى عليه فهل معنى ذلك أنه لا يدعى له بالرحمة والمغفرة ما دام أننا نعتقد أنه مسلم؟
إذاً: باختصار امتناع بعض السلف عن الصلاة على بعض المسلمين بسبب بدعة لهم فذلك لا ينفي شرعية الصلاة على كل مسلم لأن هذا من باب الزجر والتأديب لأمثاله كما فعل الرسول عليه السلام في الذي لم يصل عليه، وليس له ذنب إلا أنه مات وعليه دين، والغال ومن الغنيمة ونحو ذلك، فإذاً هذا الامتناع، أي امتناع الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - أهم من امتناع بعض السلف، فهذا وذاك لا يدلان على أنه لا يجوز الصلاة على المسلم المبتدع.
ثم هنا لا بد من بحث، يجب أن نعرف من هو المبتدع، تماماً كما يجب أن نعرف من هو الكافر، فهنا سؤال كما يقولون اليوم يطرح نفسه: هل كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه وكذلك كل من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه أم الأمر ليس كذلك؟
إذا كان الجواب ليس كذلك نمضي في الموضوع، وإن كان خافياً فلا بد من بيانه، أعيد المسألة بشيء من التفصيل:
ما هي البدعة؟ هي الأمر الحادث على خلاف سنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يريد بها صاحبها أن يزداد تقرباً إلى الله تبارك وتعالى، فهل كل من ابتدع بدعة يكون مبتدعاً؟