للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هنا وقفة من أجل العبرة فقط حزب التحرير يتبنى طاعة الحاكم ولو خالف في ذلك الشرع، وهذه مناقشة جرت بيني وبينهم حينما جمعنا السجن في سوريا وسجن معروف في بلد اسمها الحسكة، وهذا السجن يا أستاذ من فضائع عبد الناصر القبيح سجن عجيب جداً ارتفاعه نحو ستة أمتار سبعة أمتار ... نعم، المقصود والقصة طويلة إنما الموضع الشاهد منها .. دخلت هذه القاعة الكبيرة جداً وفيها نحو خمسة عشر شخصاً من حزب التحرير، فكانت تجري بيني وبينهم مناقشات كثيرة، يتبنون أن رأي الحاكم يجب تنفيذه ظاهراً وباطناً، فضربت لهم مثلاً قلت: إذا كان الحاكم يتبنى رأي المذهب الكوفي وهو الذي يقول بالتفريق بين المسكر المتخذ من العنب والمسكر المتخذ من غير العنب، هذا مذهب أهل الرأي، وهذا المذهب وحده يدلني أنا أن انتسابهم إلى الرأي هو ذاك الرأي الذي ذمه السلف الصالح، وإلا لا رأي عندهم؛ لأنها ظاهرية مقيتة، هناك سائلان كلاهما مسكر أحدهما متخذ من العنب والآخر متخذ من الذرة من التمر من أي مادة أخرى .. هذا الأول يحرم منه قليله وكثيره، المسكر المتخذ من العنب في مذهبهم يحرم منه قليله وكثيره، أما المسكر الآخر فلا يحرم منه إلا الكثير المسكر، قلت وهذا البحث فيه طويل لكن ليس هنا الشاهد منه، فقلت للتحريري قلت: لو أن الملك أو الحاكم المسلم تبنى هذا المذهب الكوفي وأباح استيراد ومعاقرة الخمر المتخذ من غير العنب، هل تطيعه؟ قال: نعم أطيعه، وهو يرى أنه حرام، فقلنا له .. هنا العبرة بارك الله فيكم .. ماذا تفعل بقوله عليه السلام: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق؟ قال وتعجبوا ما شاء لكم من تعجب، قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق إذا كان هذا المخلوق يرى أنه

<<  <  ج: ص:  >  >>