للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما أمر به هو معصية ... فالله المستعان، فأنا أردت أن أقول إن الأحزاب القائمة اليوم هي تقوم على مخالفة الشرع في كثير من الأحكام، منها حديث حذيفة حيث قال: اعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على جذع شجرة.

لكن لا بد من لفت نظر وهو يتعلق بما ذكرته آنفاً أن الدعوة السلفية تجمع الأمة، وأي دعوة أخرى تفرق الأمة .. ربنا عز وجل يقول في القرآن الكريم {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: ١١٩] لا يكون صادقاً أبداً من يفرّق بين الكتاب والسنة من جهة وبين السلف الصالح من جهة أخرى، لم؟ قلت آنفاً هناك أمران اثنان أحدهما يتعلق بالنصوص الشرعية، والأمر الآخر يتعلق بالأمور الواقعة، فنجد في القرآن مثل قوله تبارك وتعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: ١١٥] لا شك ولا ريب أن الله عز وجل حينما ذكر سبيل المؤمنين في الآية لحكمة وفائدة بالغة وعظيمة جداً؛ لأن كلام الله عز وجل يتعالى ويترفع عن العبث، كان من الممكن أن تكون الآية: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى .. لكنه زاد فقال: {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: ١١٥] لماذا؟ ليؤكد أن هناك واجباً آخر وهو أننا في اتباعنا للكتاب والسنة يجب أن يكون هذا الاتباع على ما كان عليه المسلمون الأولون، هذا هو المقصود {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: ١١٥] هم المسلمون الأولون، وهم أول ما يشمل هم أصحاب الرسول عليه السلام ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ..

إذاً عندنا كتاب الله، وعندنا سنة رسول الله، وعندنا سبيل المؤمنين، الآن الطوائف والأحزاب فضلاً عن المذاهب القديمة والجديدة لا ترشد ولا تلتفت مطلقاً إلى اتباع سبيل

<<  <  ج: ص:  >  >>