فيما خالف فيه منهج أهل السنة، ومع ذلك أبى الرجوع إلى ما هم عليه من الحق، فهل يبدع أو لا؟
الشيخ: هذا أيضاً جوابه مفهوم، إذا عاند وأصر فَيُبَدَّع، أما إذا قال: لم يظهر لي وجه الصواب فيما تقولون: بل هو يعكس ذلك عليهم، وهو يخطئهم بدوره، فتبقى المسألة مسألة خلافية بينهم وبينه، ولا ينبغي أن نعتقد أننا علمنا أنه اعتقد في قلبه خلاف ما يبوح هو بلسانه فيكون منافقاً، لسنا نحن كما أشار الرسول عليه السلام في الحديث الصحيح:«هلا شققت عن قلبه» حينما أعلن ذلك المشرك الذي وقع تحت ضرب سيف المسلم، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فما بالاه وقتله، ومعروفة القصة، فقال عليه السلام:«فأين أنت وقول: لا إله إلا الله، قال: يا رسول الله، ما قالها إلا تقية أو خوفاً من القتل، فكان كلامه عليه السلام أن قال: هلا شققت عن قلبه؟ » وهو مشرك، والظاهرة تشعر بلا شك أنه قالها خوفاً من القتل، فما بالنا بالمسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقول بالكتاب وبالسنة ومنهج السلف الصالح، لكنه أخطأ في مسألة وأقيمت عليه الحجة، وهذا نقوله بشيء من التحفظ؛ لأنه ليس كل من يجادل يكون على علم، لكننا نفترض أنه فعلاً أقيمت عليه الحجة من عالم أو من علماء أفاضل، لكنه ما اقتنع بها فحسيبه الله، ولا يجوز نحن أن نغلب خطأً أو أخطاء على جمهرة من الصواب، الأمر في هذه المسألة العلمية هو تماماً فيما يتعلق بالصلاح والطلاح، فلا يمكن لمسلم ألا يقع في مخالفة شرعية، أي: لابد أن يرتكب سيئة أو خطيئة، وكل منا خطاء كما نعلم جميعاً، فهل إذا رأينا رجلاً أخطأ خطيئة ما، أو ارتكب إثماً ما قلنا: عنه فاسق، قلنا عنه: فاجر، والا العبرة بما يغلب؟ بما يغلب، كذلك