للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرق تقول نحن على الكتاب والسنة إذن ما هو الفرق الجوهري بين هذه الفرق التي تلتقي مع الفرقة الناجية في أنهم أيضا يتمسكون بالكتاب والسنة الفرق وكما قال الشاعر:

حسبكم هذا التفاوت بيننا ... وكل إناء بما فيه ينضح

الفرق هو أنك لا تجد حتى اليوم فرقة من تلك الفرق تقول نحن على الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح إلا الفرقة الناجية فهي التي تميزت منهجا وتطبيقا بالانتماء إلى السلف الصالح، ونحن نقول هذا ليس رأيا اجتهاديا استنباطيا محضا بل هو النص الصريح في القرآن الكريم وفي السنة الصحيحة أما القرآن الكريم فقول رب العالمين {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: ١١٥]، ولا شك ولا ريب أن أول ما يتبادر إلى الذهن أن المقصود بهذه الكلمة سبيل المؤمنين إنما هم السلف الأول الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنهم خير القرون كما تعلمون في الحديث الصحيح بل الحديث المتواتر عندي وفي بحثه ونقله «خير الناس قرني» ومن الخطأ ما تسمعونه من التعبير بخير القرون، إنما قوله عليه السلام عليه السلام: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» فهؤلاء أهل القرون الثلاثة المشهود لهم بهذه الشهادة النبوية الطيبة هم الذي يقصدون أول ما يقصد بقوله تعالى سبيل المؤمنين طبعاً، ويشمل سبيل المؤمنين من ساروا على سبيله ونحن نرجو الله عز وجل أن نكون من هؤلاء إذا كان الأمر كذلك فينبغي نحن أن نلتزم هذا المنهج دعوةً وعملاً وتطبيقاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>