للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو عدنا من حيث بدأنا وسألك سائل ما مذهبك ماذا تقول؟ قال أقول على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح، قلت: ألا يوجد في اللغة العربية ما يمكننا من تلخيص هذه الجملة الطويلة كلما سألك سائل تعطيه هذه الكليشة الطويلة، لو أنا رجل ألباني والعرق دساس فقد أُخطئ في التعبير، فأنا استعين بك فإذا لخصنا هذه الجملة كلها وسألك سائل ما مذهبك قلت: أنا سلفي، ألا يعبر عن هذه العبارة الطويلة فأقر بهذا الجواب.

إذن نحن لماذا انتسبنا إلى السلف ولماذا نسمي أنفسنا بالسلف أو السلفي؛ لأننا نريد أن نفهم الناس دعوتنا لفظاً وتطبيقاً، هذا القيام الذي اعتاده الناس الآن كيف نفهمه نفهمه على ما جرى عليه سلفنا الصالح إلى اليوم لا يزال كثير من العلماء يُفَسِّرون قوله عليه السلام: «من أحب أن يَمْثُل له الناس وفي لفظ أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار»، في تفسير هذا الحديث قولان: الأول من أحب أن يتمثل له الناس قياما وهو جالس -فعل فارس بعظمائها - والقول الثاني من أحب إذا دخل مجلسا أن يقوم الناس له قياما كما لو أمرهم أن يقوموا له فامتثلوا لأمره، إلى اليوم هذا التفسير بهذا الوجهين موجود إذا جئنا إلى تطبيق الصحابة والرسول عليه الصلاة والسلام مع أصحابه الكرام لمعنى هذا الحديث كيف كان إذا قيل بالقول الأول أي هو جالس وهم قيام معنى ذلك أنه إذا دخل وقاموا لم يشمله الحديث أليس كذلك أنتم معي، أم لستم معي، لكن السلف لم يفهموا الحديث هكذا والدليل أن سبب رواية الصحابي لهذا الحديث «من أحب أن يتمثل له الناس قياماً» ليس لأنه كان جالسا وقاموا أي فعلوا به فعل فارس والروم بعظمائها، وإنما روى هذا الحديث حينما دخل مجلسا كهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>