المجلس فقام له بعض الناس فنهاه عن ذلك وقال إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول:«من أحب أن يتمثل له الناس قياماً فليتبوا مقعده من النار» إذن هذا الصحابي الذي سمع هذا الحديث من الرسول فهمه بالمعنى الثاني وليس بالمعنى الأول، وهكذا كانت حياة السلف الصالح لا يعرفون هذا القيام الذي تعرفونه في بلادكم مع أهل العلم والفضل وغيرهم أيضاً، ولا أزيد على هذا، فهذا القيام لم يكن معروفا في عهد الرسول عليه السلام، بل قد حدثنا من صحب النبي عليه الصلاة والسلام عشر سنين يخدمه لله قال:«ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - رؤية، وكانوا لا يقومون له لما يعلمون
من كراهيته لذلك» وإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو سيد البشر وأصحابه أفضل أصحاب نبي على وجه الأرض فهم أعرف الناس بمثل قوله عليه الصلاة والسلام:«ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويعرف لعالمنا حقه» فنبينا هو كبيرهم وهو عالمهم، ومع ذلك كان عليه السلام إذا دخل عليهم لا يقومون له فمن سيكون أحق بالقيام منه ومن سيكون أعرف بحق العلماء من أصحابه لا هذا ولا هذا، إذن نحن أي حديث جاءنا وتأوله العلماء ببعض التآويل نعود في فهمه إلى ما كان عليه سلفنا الصالح هذا أحد الأحاديث، وهو:«من أحب أن يتمثل» فيه تفسير في تفسيره قولان، هناك حديث آخر وظاهره أمس بموضوع هذا القيام وإن كان بعيدا عنه بعد أن يتبين صواب فهمه قوموا إلى سيدكم حديث معاذ فقد ذكره كثير من الشراح والعلماء في أدلة القائلين باستحباب القيام للعالم والإمام النووي رحمه الله له رسالة في هذا الموضوع ويستدل بهذا الحديث وهذا مع الأسف في اعتقادي من زلات العلماء في تفسير بعض النصوص من الناحيتين من ناحية