للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرواية ومن ناحية الدراية، أما الرواية فالحديث بلفظ: «قوموا إلى سيدكم» وليس قوموا لسيدكم، الحديث في «صحيح البخاري» وغيره: «قوموا إلى سيدكم» وليس بلفظ «قوموا لسيدكم»، وأظنكم أقول هذا حتى لا نتوسع في البدهيات من الأمور فأقول أقول بأنكم تُفَرِّقون معي أيضا بين ما عليه رواية الحديث «قوموا إلى سيدكم» وبين ما يحرفه بعضهم دون قصد إلى «قوموا لسيدكم» أنتم معي في الفرق بين التعبيرين بين التعبير الصحيح «قوموا إلى سيدكم» وبين التعبير المحرف «قوموا لسيدكم» أليس كذلك؟ هناك فرق ظاهر وبناء على هذا الفرق الظاهر الحديث قوموا إلى سيدكم ليس له علاقة بموضوع الداخل يدخل فيقوم الناس له إكراماً وتعظيماً لأن هذا القيام قيام له وليس إليه، ولهذا نحن نقول القيام إليه جائز لأن الحديث جاء نصاً صريحا في ذلك ولكن من الذي يقوم إلى الداخل أهل

المجلس كلهم إنما يقوم صاحب المنزل فهو الذي يذهب إليه ويستقبله ويجلسه في المنزل أو في المكان المناسب له، إذا عرفنا هذه الحقيقة ساعدنا معرفتنا لما كان عليه سلفنا الصالح إلى أن نفهم هذا الحديث كما جاء قوموا إلى سيدكم وليس قوموا لسيدكم، وبخاصة أن إمام السنة الإمام أحمد رحمه الله قد روى هذا الحديث في مسنده من رواية السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها في قصة طويلة بلفظ قوموا إلى سيدكم «فأَنْزِلُوه» هذه الزيادة كما يقولون اليوم في العصر الحاضر تضع النقاط على الحروف وتُبْطِل تأويل الحديث بأنه لإكرام الداخل ويدل ويؤكد أن الأمر إنما قام للذهاب إلى السيد وهو سعد ابن معاذ لإنزاله من دابته لأنه كان مريضاً مصاباً في أكحله، فإذن الانزال هنا للحاجة وليس للاكرام والاحترام على هذا الضوء نفهم نحن القيام

<<  <  ج: ص:  >  >>