للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تتمثل فقط في تلك الصور الساذجة التي كان يزاولها العرب في جاهليتهم أو التي كانت تزاولها شتى الوثنيات في صور شتى مجسمة في أحجار أو أشجار أو حيوان أو طير أو نجم أو نار أو أرواح أو أشباح، إن هذه الصورة الساذجة كلها لا تستغرق صور الشرك بالله ولا تستغرق كل صور العبادة للأصنام من دون الله، والوقوف بالمدلول الشركي عند هذه الصور الساذجة والوقوف بمدلول الشرك عند هذه الصور الساذجة يمنعنا من رؤية صور الشرك الأخرى التي لا نهاية لها ويمنعنا من الرؤية الصحيحة لحقيقة ما يعتري البشرية من صور الشرك ما يعتور البشرية من صور الشرك والجاهلية الجديدة، ولا بد من التعمق في إدراك طبيعة الشرك وعلاقة الأصنام بها كما أنه لا بد من التعمق في معنى الأصنام وتمثل صورها المجردة المتجددة مع الجاهليات المستحدثة، نريد تعليق شيخنا ثم نقرأ تعليق أحد الإخوة الأفاضل على هذا الكلام.

الشيخ: لا شك يعني هذا الكلام كلام سليم بالمية مية ويكفي في ذلك قوله تعالى في القران الكريم {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: ٣١] الذي جاء في هذه الآية لما نزلت طبعا هي نزلت في حق النصارى وكان من العرب الذين تنصروا في الجاهلية مع قلة المتنصرين منهم عدي بن حاتم الطائي ثم هداه الله عز وجل وأسلم في قصة مذكورة في «مسند الإمام أحمد» وغيره، فلما نزلت هذه الآية أُشكلت على عدي بن حاتم الطائي لأنه فهمها بمعنى الشرك الذي يمكن الرجل أن يكون الشرك محصور كله في هذا النوع من عبادة الأصنام والوثنيات، فقال له عليه السلام موضحا لهم أن المعنى العام الأشمل للشرك بالله عز وجل في اتباع غير شريعته قال له «ألستم كنتم إذا

<<  <  ج: ص:  >  >>