للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: ذَكَّرتني بكلمة الشاطبي البدعة الإضافية، من علم هذا الإنسان وفقهه في الإسلام أنه جاء بتقسيم علمي دقيق للبدعة أي البدعة الضلالة التي عَمَّم الحكم عليها الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - بالضلالة، حينما كان يخطب ويقول كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، قَسَّمَ البدعة إلى قسمين: بدعة حقيقية، وبدعة إضافية، وشرح المقصود من كل من القسمين، فقال -طبعاً ما معناه-: البدعة الحقيقية هي التي تكون مخالفة للكتاب والسنة أو لأحدهما مخالفةً صريحةً، ويضرب على ذلك بعض الأمثلة من العقائد الباطلة كالجبرية مثلاً، والاعتزال، والخروج، مما لا أصل له في الكتاب والسنة إطلاقا بأي وجه من الوجوه، هذه هي البدعة الحقيقية، أما البدعة الإضافية فهي التي إذا نظرت إليها من جانب وجدتها مشروعة، وإذا نظرت إليها من جانب آخر وجدتها غير مشروعة، فمن هذه الحيثية تختلف البدعة الإضافية عن البدعة الحقيقة، وسأشرح هذا بعض الشرح، لكن لا بد من وقفة قصيرة: مخالفة الشرع فيما نهى لا يقال هذا بدعة وإنما معصية، كثير من الناس يسمون مثلا السينمايات أو الملاهي المبتكرة الآن التي فيها الفسق والفجور أن هذه بدعة، هذه لا يجوز تسميتها بالبدعة وإنما هذه معاصي محرمة اللهم إلا بوجه بعيد عن موضوع البدعة الشرعية أنه لغويا أن هذه السنمايات ما كانت موجودة، لكن ما هذا المقصود من كلام من يقول إن هذه بدع وبدع ضلالة، لذلك البدعة في الدين كلها مذمومة وهي على القسمين المذكورين آنفاً، إما بدعة حقيقية لا أصل لها في الكتاب والسنة بل هي مخالفة لما في الكتاب والسنة، كتلك الأمثلة التي سبق ذكرها، وإما أن تكون بدعة إضافية قلنا إذا نظرت إليها من زاوية تجدها مشروعة، إذا نظرت إليها من زاوية

<<  <  ج: ص:  >  >>