للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعلمه من العلم، أنا قلت آنفاً: أنت تعلم آية اذهب إلى المحلة الفلانية، إلى القرية الفلانية، إلى البادية الفلانية وذكرهم بما تعلم، فهذا الحديث -وأقول متحفظاً-: إن صح فهو معنا وعليهم وليس لهم بل عليهم؛ لأن الرسول يقول هنا للدوسي هذا: «اذهب وبلغ قومك» ماذا يبلغهم؟ ما تعلمه من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، مثل ذاك الرجل الذي ذكرنا لكم حديثه: «لما سأل الرسول عما فرض الله عليه في

كل يوم وليلة قال: خمس صلوات في كل يوم وليلة، قال: هل علي غيرهن؟ قال: لا، إلا أن تطوع، قال: والله يا رسول الله لا أزيد عليهن ولا أنقص» هذا إذا قال له الرسول: اذهب إلى قومك وبلغهم، هذا كلام حق ونحن نقول به، كل من يتعلم شيئاً وهو على مثل اليقين به، يجب أن يبلغه غيره، فالاحتجاج بهذا الحديث دليل والله أعلم أن الذي كتب هذا السؤال أو هذه الوريقة ما فهم نحن ما نقوله بالنسبة لدعوة التبليغ المعروفة اليوم، نحن نبلغ وما جئت من عمان إلى هنا وقطعنا مسافة أربعمائة كيلو متر تقريباً إلا من أجل التبليغ، فنحن لا نحارب التبليغ، بل نؤيد التبليغ، لكن التبليغ المشروع بكتاب الله وبحديث رسول الله، فأي شيء بحديث الدوسي هذا سوى ما نقوله نحن؟ من كان يعلم شيئاً فعليه أن يبلغه، لكن لا يضم إلى هذا التبليغ هيئة ما كان من المبلغين لا من هذا ولا من غيره، فالرسول عليه السلام ما قال للدوسي هذا: خذ معك خمسة أو عشرة واذهب وادع، طيب أنت اذهب وادع، أما الآخرون فليجلسوا وليتعلموا في المسجد، المسجد بني لماذا؟ ليس للصلاة فقط، بل وللعلم والتعليم، وأنتم تعلمون أن أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ما صاروا علماء ولا صاروا فقهاء ولا صاروا أبطال الدنيا في الثقافة العلمية الصحيحة إلا من مسجد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، فكما قلنا آنفاً: كانت المساجد عامرة بالدروس والحلقات العلمية، الآن لا يوجد فيها شيء من ذلك، فنحن ننصح -إذاً- هؤلاء الإخوان الذين يغلب على ظننا أنهم يريدون التقرب

<<  <  ج: ص:  >  >>