للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مطلوب، والنهي عن المنكر مطلوب، لكن نحن قلنا لك: نحن نتكلم عن قضية يتفرد بها جماعة التبليغ عن كل الجماعات، الآن الذي تقوله ما تفردت جماعة التبليغ، كل من عنده غيرة للإسلام، وعنده شيء من العلم، وشيء من الغيرة على المسلمين يفعل هذا الذي تقوله.

أنا أتكلم الآن عن هذا الخروج، وأستدل بالسنة، وأتكلم بقاعدة قلت وكررت قولي هذا بأنه لا يختلف فيها المسلمون إطلاقاً: خير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، فمحمد - صلى الله عليه وآله وسلم - الناس في زمانه كانوا أحوج إلى العلم من المسلمين اليوم في زماننا، لماذا؟ لأنه كان محاط بالكفار، فكان يرسل الرجل العالم منهم، وما يرسل له خمسة عشرة رديف لهم، لا يعلمون شيئاً، إنما هم يتعلمون من أهل العلم الموجودين كل في بلده، فهو كما تعلمون فيما أظن جميعاً أرسل معاذاً وحده، أرسل أبا موسى الأشعري وحده، أرسل علياً، أرسل أبا عبيدة بن الجراح، أرسل دحية إلخ، ما وجدناه عليه الصلاة والسلام طيلة حياته المباركة أرسل مع العالم من الصحابة ناس غير علماء، يذهبون إلى اليمن، ماذا يوجد في اليمن، ما فيها غير شرك وكفر، فتصورت أنه الحاجة موجودة في زمن الرسول عليه السلام.

ولذلك نقول نحن: الدعوة أساسها العلم بالكتاب والسنة، وأنا لفت نظرك إلى شيء كنت آمل وأرجو أنه بدل ما تدندن حول قضية لا خلاف فيها، أنه زيارة فلان، وأنه لماذا لا تصلي في المسجد، وأشياء، هذه ما فيها خلاف، لكن لفتُّ نظركم هذه جماعة التبليغ مضى عليها كذا سنين أنتوا أدرى بها، عقيدتهم ما هي موحدة، صلواتهم ما هي موحدة، عباداتهم ما هي موحدة، إذاً: ما هو التبليغ الذي تبلغوه للناس وأنتم ما بلغتم أنفسكم بعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>