للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} أي: الطرق {فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: ١٥٣]، فإذا كان الرأس الداعي والذي هو خطط لجماعة التبليغ هو نفسه متمذهب بمذهب حنفي أو شافعي أو غيره، هو نفسه متطرق بطريق من هذه الطرق، وما هو هذا الإسلام إذاً الذين هم يدعون الإسلام اليوم؟

الصلاة، نحن نسمع كثيراً ونعرف هذه الحقيقة كثير ناس ما كانوا يصلون وصاروا يصلون، من ينكر هذا، نعرف نحن صوفية غلاة في كل بلاد الإسلام وبخاصة في سوريا التي عشت أنا فيها سنين طويلة مشائخ صوفية يأخذون أموال الناس ويعيشون على جيوب أتباعهم، ومع ذلك كثير ناس سكارى خميرين اهتدوا على أيديهم، هذا يذكر كانوا ما يصلوا، يصلوا، لكن هل هذا هو المقصود أن الإنسان يكون مثله كما قال عليه الصلاة والسلام: «مثل العالم الذي لا يعمل بعلمه كمثل المصباح يضيء للناس ويحرق نفسه» ما هو هذا المقصود، المقصود هو أن المسلم يدعو على بصيرة من دينه كما قلنا، ومن أين تلقى هذا؟ قلنا: إما بنفسه أن يكون عالماً فيدرس الكتاب والسنة، وإما أن يتلقى الكتاب والسنة ممن هو عالم بهما، نحن ما نرى هذا في جماعة التبليغ، وأُكَرِّر وأقول: كل هذه السنين مثل الإخوان المسلمين تماماً من هذه الحيثية، وهو أنه ما توحدت أفكارهم، كما يوجد في الإخوان سلفي يوجد صوفي يوجد مذهبي يوجد في بعض البلاد شيعي أيضاً نعرف هذا من تاريخيهم الطويل، أي إسلام هذا الذي يدعون إليه.

الآن بعد أن وضحتُ لك ما الذي يؤخذ عليهم أنا أنصحهم يا جماعة بدل ما تخرج هذا الخروج الذي أولاً لم يكن في عهد الرسول عليه السلام، وثانياً: تنظمونه تنظيماً لا أصل له في الإسلام، ثلاث أيام أربعين يوم ما أدري أشياء

<<  <  ج: ص:  >  >>