ففي الحديث أن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - استقر أخيراً على مخالفة أهل الكتاب حتى في الشَّعر! قال شيخ الإسلام (ص ٨٢): "ولهذا صار الفرق شعار المسلمين، وكان من الشروط المشروطة على أهل الذمة {أن} لا يفرقوا شعورهم، وهذا كما أن الله شرع في أول الأمر استقبال بيت المقدس موافقة لأهل الكتاب، ثم إنه نسخ ذلك وأمره باستقبال الكعبة، وأخبر عن اليهود وغيرهم من السفهاء أنهم سيقولون [ما ولاَّهم عن قبلتهم التي كانوا عليها] ". والسر في موافقته لأهل الكتاب أول الأمر ما ذكره الحافظ في "الفتح"، وهو: "أن أهل الأوثان أبعد عن الإيمان من أهل الكتاب، ولأن أهل الكتاب يتمسكون بشريعة في الجملة، فكان يحب موافقتهم ليتألفهم، ولو أدت موافقتهم إلى مخالفة أهل الأوثان، فلما أسلم أهل الأوثان الذين معه والذين حوله، واستمر أهل الكتاب على كفرهم، تمحضت المخالفة لأهل الكتاب" قال الحافظ في " الفتح" (١١/ ١٢): =