للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيء الأول: الجهل بالإسلام، وهذا أمر خطير جداً.

الشيء الآخر: أن التمسك بالإسلام والتحمس له انقشع وانكشف عن الناس، فقل منهم من يتحمس لدينه، ولذلك تراهم لا يفرقون بين أن يقيم بين ظهراني المسلمين وبين أن يقيم بين ظهراني المشركين، وإن كنا حينما نقول بين ظهراني المسلمين على عجرهم وبجرهم، لكن مسلم واحد أفسق مسلم يساوي أحسن كافر في بلاد الكفر والظلام هذه حقيقة يجب أن نعتز بها، أفسق مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله يساوي أحسن مشرك نتصوره دماثة خلق وكرم مال ومال وو ... آخره.

لأن أولئك مخلدون في النار وهؤلاء ناجون من الخلود في النار فشتان ما بين الفريقين ولذلك. نحن ننصحك وننصح كل مسلم يقيم في تلك البلاد، من أجل العيش وكسب القوت، فهذا لا يجوز لأن الله يقول: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} [النساء: ٩٧].

ولأنه يقول: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: ٢ - ٣].

أنا أعلم أن هناك أناس من المسلمين يسافرون -وليس يهاجرون- إلى أمريكا في سبيل الدعوة إلى الله إلى الإسلام فأنا أقول هؤلاء قسمان: -

القسم الأول: يسافر للدعوة خالصاً لوجه الله، لا وظيفة ينتمي إلى جمعية خيرية في هذا البلاد أو تلك، وإنما خالصاً لوجه الله عز وجل قد يعطل مصلحته الدنيوية في سبيل القيام بمصلحته الأخروية ألا وهي الدعوة إلى الله ورسوله، وهؤلاء في اعتقادي أندر من الكبريت الأحمر كما كانوا يقولون قديماً.

الذين يذهبون في سبيل الدعوة إلى الله نقول لهم: الأقربون أولى بالمعروف،

<<  <  ج: ص:  >  >>