للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علينا اتباع الرسول عليه السلام وترك مشاققته، كما يجب علينا اتباع سبيل المؤمنين، وعدم مخالفته.

من هنا نقول، من هنا أولا نقول: بأن على كل حزب أوجماعة إسلامية أن تُصَحِّح أصل منطلقها وهو: أن يعتمد على الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح، هذا القيد لا يتبناه حزب التحرير فكراً ولا الإخوان المسلمين ولا أمثالهم من الأحزاب الكثيرة وإنما نعني الأحزاب الإسلامية، أما التي أعلنت محاربة الإسلام كالبعثية والشيوعية فلس لنا معهم الكلام الآن.

فالشاهد هذا الأصل الثالث: اتباع سبيل المؤمنين، حزب التحرير لا يتبناه، كذلك كل الأحزاب الأخرى.

إذا كان الأمر كذلك، فينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يعلم أن الخط إذا اعوجَّ من رأسه فكلما مضى قدما يمشى فإنما يزداد انحرافا وابتعاد من الخط المستقيم الذي قال عنه رب العالمين في القرآن الكريم: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: ١٥٣].

هذه الآية الكريمة صريحة الدلالة، قطعية الدلالة كما يجب، وكما يلهج حزب التحرير من بين الأحزاب الإسلامية الأخرى في دعوتهم وفي رسائلهم ومحاضراتهم هذه الآية قطعية الدلالة؛ لأنها تقول: أن السبيل الموصل إلى الله هوواحد وأن السبل الأخرى هي التي تبعد المسلمين عن سبيل الله؛ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: ١٥٣].

وقد زاد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هذه الآية بياناً وتوضيحاً كما هو سنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - دائما وأبدا، كما ذكر الله - عز وجل في القرآن الكريم حين خاطب نبيه بقوله: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: ٤٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>