للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذاك السؤال.

مداخلة: هذه الأحاديث هناك من يؤولها بأن هذه الأحاديث كلها نوع من الأمر بالهجرة إلى المدينة المنورة، والهجرة كانت أمر من النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - للمسلمين أن يهاجروا إلى المدينة، فالذين ما هاجروا كانوا قد اقترفوا هذا الإثم، فهذه الأحاديث إنما تعني هجرة المسلم إلى دار الإسلام حينما يكون للمسلمين إيمان يأمرهم بالهجرة إليه، والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - نفسه لما فتحت مكة قال: «لا هجرة بعد الفتح»، فأوقف هذه الهجرة، يعني ما طلب من الناس الذين هم في ديار الشرك أن يأتونه؛ لأنه قال لا هجرة بعد الفتح، وحديث: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين» مرادف للآية {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجَرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [الأنفال: ٧٢]، فهذا معنى: «أنا بريء» يعني: ليس لهم حق المواطنة في المدينة المنورة في الدولة المسلمة، لذلك هو بريء من دمائهم إن حصلت حرب بينهم وبينه وأتوا مع المشركين أو إذا أغار على قوم مشركين وكانوا منهم وقتل منهم، وذلك لأنهم ما هاجروا، أما في بعض الأحاديث أن بعض المسلمين أتوا المشركين في بدر فقتلوا وما أدين المسلمين على قتلهم، وفي نفس هذا الحديث: «أنا بريء من كل مسلم أقام بين ظهراني المشركين» فيه تكملة بدايته ونهايته، أنا لا أذكره بالنص، لكن مؤادها أن المسلمين أغاروا على قوم مشركين وكان فيهم مسلمون، فالمسلمين الذين مع المشركين سجدوا حتى ينبهوا المسلمين إلى أنهم مسلمون، فأسرع فيهم القتل فالمسلمون شكوا في ذلك كيف قتلوا إخوانهم، فقال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين» فهذه الأحاديث إذا فسرت بأنها كانت أمر بالهجرة والهجرة إلى دار الإسلام، والهجرة مشروطة بوجود إمام ودولة مسلمة تأمر بالهجرة، حتى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما قال: «لا هجرة بعد الفتح» انتهى هذا الأمر، فهل هذا التأويل

لهذه

<<  <  ج: ص:  >  >>