اخترت بلداً إسلامياً اخترته بمحض اختياري، فلماذا أولئك يختارون بلد الكفر والضلال؟ لأن هناك المرابح المادية، إذاً هم لم يسافروا هناك كما سافر بعض الضعفاء المظلومين من مكة إلى الحبشة المرة الأولى والثانية فراراً من الظلم فقط وإلى أرض فيها أمن كما جاء وصف ذلك في بعض الأحاديث، ما سافروا لهذا لأن بإمكانهم أن يجدوا هذا الأمن في بلد إسلامي، وأن يجدوا العمل أيضاً الذي يعيشون به وبرزق حلال مثل ذلك أو قريباً من ذلك، لكن الذي يجعلهم يؤثرون السفر إلى تلك البلاد هو الربح المادي، وهذه فتنة من زاوية أخرى وهي ما أشار إليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الحديث الصحيح المعروف «إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال»«ما الفقر أخشى عليكم إنما أخشى عليكم أن تفتح عليكم الدنيا وزهرتها» أو كما قال عليه الصلاة والسلام، وأنا أعرف أو ألمس تأثر المسلم بالجو الكافر وبذوقه من حيث يشعر أو لا يشعر، وقعت لي القصة التالية وفيها عبرة لكل من يعتبر: قُدّر لي أن سافرت إلى أوروبا وبريطانيا منها، وجلست هناك أياماً وزرت بعض الدعاة الإسلاميين وكان الشهر شهر رمضان، فأنبئت بأحد الدعاة الأفاضل في قرية تبعد عن لندن نحو مائة وعشرين كيلو متر بالسيارة، فسافرنا وجلسنا على طعام الإفطار، والداعي شاب في نحو الخامسة والثلاثين أو الأربعين، وهو إما باكستاني أو هندي طبعاً مسلم، ويتكلم اللغة العربية ببيان واضح، ومتزي بالزي الإسلامي باللحية، لكنه يلبس الجاكت والبنطال زيادة عن الجاكت الكرفتة هذه، فأنا من باب التناصح مع الرجل لا سيما وقد سمعت حوله ثناء طيباً، بدأت أتكلم بموضوع من تشبه بقوم فهو منهم، وموضوع آخر يختلط أحياناً على بعض الناس بالموضوع الأول وهو مخالفة المشركين، الأحاديث التي تأمر مسلم بمخالفة المشرك، فالأمر بمخالفة
المشرك أهم من النهي عن التشبه بالمشرك، وهذا واضح في مثل قوله عليه