للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإقامة في هذه البلاد لكن الخلاص منها ليس بالأمر السهل ويحتاج إلى استعدادات، أحدهم راجعني ست مرات بواسطة الهاتف يقول: أنا عليّ ديون كذا ألف ما أدري قال دينار أو شيء آخر، وأنا الآن لا أستطيع أن أرجع إلى بلدي وإلا أُسجن حتى أجمع هذا المال وأستطيع أن أخلي ذمتي من هذا الكلام .. فالشاهد الدين النصيحة .. الدين النصيحة ..

الدين النصيحة لا يجوز للمسلم أن يدع بلده المسلم وأنا أعني البلد المسلم باللغة الشرعية، وليس باللغة الإقليمية أي بلاد الإسلام كلها لكن أنا أعرف مع الأسف الشديد أن كثيراً منها لا يستطيع المسلم أن يدخلها وإذا استطاع دخولها فهو لا يستطيع الإقامة فيها نعرف هذا، لكن ليست كلها بمثابة واحدة من حيث التضييق، ولذلك فهذا من باب الدين النصيحة، ألحّ على هؤلاء المسلمين الذين استوطنوا في بلاد الكفر أن يعودوا إلى بلاد الإسلام، بأي طريقة كانت فقر صبر، هذا هو الأمر الطبيعي بالنسبة للمسلم {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: ١٥٥ - ١٥٧] لكن أنا أقول مشكلة المسلمين اليوم أنهم يفقدون ركيزتين هامتين جداً نحن دائماً ندندن حولهما: التصفية والتربية، تصفية الإسلام بما دخل فيه مما هو غريب عنه، والتربية على هذا الأساس، اليوم تربية على الحياة الضغط والعيشة الفقر أكثر الناس لا يعرفونه، ولذلك فيُسَوِّغون لأنفسهم أن يهاجروا إلى بلاد الكفر من أجل الحصول على المال ثم يُعَلِّلون لأنفسهم أنهم سيعودون يوماً ما إلى بلادهم بعد أن يكونوا جاؤوا بالمال، هل كان السلف الصالح هكذا أم صبروا صبر أيوب عليه السلام حتى فتح الله عليهم البلاد.

ويعجبني بهذه المناسبة أن أبا هريرة الذي كان من أهل الصُفَّة ينام في

<<  <  ج: ص:  >  >>