للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عملياً، فهم الذين فهموه فهماً صحيحاً بالتالي وجب علينا أن نفهم أمر ديننا من كتاب ربنا ومن سنة نبينا، وتطبيق علماء السلف في هذه السنة.

هنا نحن نقول في قوله عليه السلام: «كل بدعة ضلالة»: جاء عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما قوله الذي يعتبر مفسراً لهذا العموم: «كل بدعة ضلالة» قال ابن عمر مفسراً وموضحاً ومبيناً: وإن رآها الناس حسنة، كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة، وهذا يلفت نظرنا إلى مسألة طالما سمعناها انحرف القائلون بها عن سنة نبينا - صلى الله عليه وآله وسلم -.

ولعلي أتعرض إلى هذا فيما بعد وقريباً إن شاء الله، فإني أريد أن أذكركم بتتمة لبعض هذه النصوص التي تؤكد لكم هذه القاعدة العظيمة جداً جداً، «كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار» وبخاصة بعد تفسير ابن عمر لها بقوله: وإن رآها الناس حسنة.

أظن أن الكثيرين منكم قرأ أو سمع حديث العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه، قال: «وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله! أوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولي عليكم عبد حبشي، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» هنا لا توجد زيادة وكل: «وكل ضلالة في النار» وإنما هي في الحديث الأول حديث خطبة الحاجة.

الشاهد من هذا الحديث: أنه يفيدنا فائدة جديدة لم تذكر في الأحاديث السابقة، وهكذا يجب على كل باحث فقيه يريد أن يتفقه في السنة أن يلم وأن يجمع كل الأحاديث الواردة في الموضوع الواحد حتى يخرج من هذا الجمع

<<  <  ج: ص:  >  >>