للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذاً: السنة يعني: النهج والطريقة التي جرى عليها الرسول عليه السلام هي: أن يصوم نوافل وأن يفطر، وألا يصوم الدهر، فليس لإنسان أن يتقرب إلى الله عز وجل بما لم يتقرب به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى الله، ليس لأحد أبداً أن يتقرب إلى الله بما لم يشرعه الله على لسان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أو على فعله وعمله كما هو في هذه السنة: إنه كان يقوم الليل كله لا تقول السيدة عائشة في صحيح مسلم: «وما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قام ليلة تامة كاملة، وما علمت أنه صام شهراً كاملاً إلا رمضان، وإلا شعبان يوصله برمضان» كما في بعض الروايات.

الشاهد إذاً: السنة في هذا الحديث وذاك الحديث هو: المنهج الذي سار عليه الرسول عليه السلام مُدَّة حياته، وترك الأمة على سنة هي كالنهار الأبلج الأبيض ليلها -كما قال في الحديث الصحيح كنهارها- لا يضل عنها إلا هالك.

بعد هذه التوطئة وهذه المقدمة أريد أن أُذَكِّر بقضيتين اثنتين ثم أتوجه إلى الإصغاء إلى ما عندكم من الأسئلة والإجابة عليها بما ييسر الله تبارك وتعالى لنا ولكم.

المسألة الأولى: أرى كثيراً من الناس الذين يظهر أنهم ملتزمين ليس فقط بالفرائض، بل وللنوافل والأمور المستحبة كالذكر بعد الصلاة، والتسبيح والتحميد والتكبير ونحو ذلك، فأرى بعضهم حينما يريد أن يعمل بقوله عليه السلام: «من سبح دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وكبر الله ثلاثاً وثلاثين ثم قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر».

هذا حديث صحيح، ورواه الإمام مسلم في صحيحه.

حينما يريدون العمل بهذا الحديث ترى بعضهم لا يكاد يبين بلسانه عن

<<  <  ج: ص:  >  >>