«ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أوزارهم شيء».
ما هو السبيل لمعرفة السنة الحسنة ومعرفة السنة السيئة حتى يكون للمسلم موقفين متباينين من السنة الحسنة، ومن السنة السيئة؟
الموقف اللائق بالنسبة للسنة الحسنة: أن يفتح طريقاً أغلقه الناس أمامها، فلا يكاد أكثر الناس يصلون إليها، بسبب أو أكثر، وأكبر سبب هو الجهل بالإسلام، فالناس لا يكادون يعرفون من الإسلام إلا اسمه، وكذلك بالنسبة للموقف الثاني بالنسبة للسنة السيئة، يضع باباً يغلقه أمام الناس الذين يتهافتون على الوقوع تهافت الفراش على النار في السنة السيئة، ما هو السبيل لمعرفة السنة الحسنة والسنة السيئة أهو عقولنا أهي أهواؤنا؟ أهي عادتنا؟ لا ليس شيء من ذلك إنما هو الإسلام الذي سمعتم آنفاً قول رب العالمين:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}[المائدة: ٣].
ثم أوضح نبينا صلوات الله وسلامه عليه ذلك بأحاديث كثيرة منها: قوله عليه السلام: «ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئاً يباعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه».
إذاً: ذاك هو الطريق الحسن، وهذا هو الطريق السيئ فليس لنا أي تفكير وأي اجتهاد وأي استنباط لمعرفة الطريق الحسن من الطريق السيئ ليس لنا فقط إلا أن ننطلق إلى السنة الحسنة وإلا أن ننصرف عن السنة السيئة.
فاستدلال أولئك الناس بهذا الحديث على استحسان البدع أبعد ما يكون عن الصواب، ويؤكد ذلك: لكم أمور كثيرة من أهمها: أن تعرفوا سبب ورود هذا الحديث؛ لأن علماء التفسير رحمهم الله يقولون: إذا عرف سبب نزول الآية