الشرعية، ما كان بدعة في العبادة فقد أتم الله لنا النعمة كما سمعتم (انقطاع) بدعة في غير عبادة في الدنيا حينئذٍ تقاس بحكم من أحكام الشريعة المعروفة وهي الخمسة فإذاً هذا الذي قال ما نقلت عنه هو أولاً لم يفهم معنى البدعة في اللغة، وثانياً لم يقدر عمر ابن الخطاب في علمه وفي صحبته لنبيه حق قدره، ولذلك تَصَوَّر أن عمر ابتدع في الإسلام بدعة ضلالة، ولذلك ما يجوز بزعمه أن نقول:«كل بدعة ضلالة»، حاشا لله ما ابتدع عمر شيئاً إطلاقاً، وإنما أحيا سنة، وهنا يأتي الحديث السابق الذي ذكرته لكم في الحديث الأول «من سن في الإسلام سنة حسنة» عفواً: «ما رآه المسلمون» هذا الحديث الأول ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وشرحنا لكم أنه ليس حديثاً مرفوعاً للرسول، وبينا لكم معناه لا صلة له بالموضوع «بدعة حسنة» هذا الحديث الثاني، هنا ينطبق على عمر وهو قوله عليه الصلاة والسلام:«من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء» فعمر الآن أحيا سنة حسنة، ومن هنا نقول الاستهزاء بهذا الحديث لضرب تلك الأساطيل من الأدلة القاطعة في ذم
كل بدعة في الدين هذا جهل كجهل ذاك الذي نسب إلى عمر أنه ابتدع القيام في صلاة التراويح جماعة، لماذا؟ لأسباب كثيرة وكثيرة جداً ولا أريد أيضاً أن أُطيل، لكن يكفينا الآن الإجمال، قال عليه السلام:«من سن في الإسلام سنة حسنة» نقف هنا، وفي السطر الثاني من حديث «ومن سن في الإسلام سنة سيئة» نقول الآن ما هو السبيل، ما هو الطريق لمعرفة السنة الحسنة من السنة السيئة؟ هذا سؤال كما يقولون يطرح نفسه الآن، الجواب: لا بد أن يكون على وجه من وجهين اثنين لا ثالث لهما، إما أن يكون العقل هو المرجع في التحسين والتقبيح، وهذا مذهب المعتزلة، كما هو معروف عند أهل السنة، أي هم يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين عقلياً، وهذا ضلال وأهل السنة