للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسلام، وإذا الحبل جرار كما يقال الناس كل واحد يقوم لبيته ويأتي بما يتيسر له من الصدقة، قال جرير رضي الله عنه: فاجتمع أمام النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أكوام كالجبال من الطعام والصدقة، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم تَهَلَّل وجهه كأنه مذهبه.

الأول لما رأى فقرهم تمعر وجهه حزناً لما رأى استجابة الصحابة لأمره إياهم بالصدقة ومساعدة هؤلاء ... الفقراء والمساكين تنور وجهه كأنه مذهبه، ما معنى هذه الكلام المذهبة هي الفضة المطلية بالذهب ليبقى لها نور في طلالة، هكذا كانت البُشرى أو البشارة في وجه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فرحاً باستجابة أصحاب الرسول عليه السلام لأمره إياهم بالصدقة، فقال صلى الله عليه وعلى اله وسلم هنا: «من سن في الإسلام سنة حسنة» إلى آخر الحديث.

الآن نحن نسأل أين البدعة في هذه الحادثة، حتى نقول من سن في الإسلام، أي من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، كما يزعمون، هذا إبطال لهذا الحديث لغة ومناسبةً, الصحابة ما فعلوا بدعة، الصحابي الأول ما فعل بدعة وإنما هو ائتمر بأمر النبي بل بأمر رب النبي {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} [المنافقون: ١٠] الله أمرهم بهذه الآية فاستجاب أول من استجاب الصحابي الأول ثم اتبعه الآخرون، فَكُتِب للرجل الأول أجره وأجر من اتبعه، فكيف يجوز يا مسلمين يا مسلمون يا عرب، ما آن لكم أن تنسوا لغتكم من سن في الإسلام سنة حسنة بتفسروها من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة، وليس هناك بدعة في هذه الحادثة، إنما هي الصدقة.

إذاً معنى الحديث كما نحن نريد أن نطبقه الآن على عمر، عمر أحيا سنة القيام

<<  <  ج: ص:  >  >>