للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما هي المصالح المرسلة؟ هي أمور تحدث وتُحَقِّق مصلحة شرعية، هذه الأمور الحادثة لم تكن معروفة من قبل، فهي بالنسبة للحد الأول من تعريف البدعة هي: حادثة، لكن لا تدخل في مسمى البدعة لماذا؟ لأنها ليست في الدين.

قلنا: كل أمر في البدعة كل أمر حادث أو أُحْدِث في الدين بزيادة التقرب إلى الله عز وجل.

نعود لنبين الفرق بين البدعة وبين المصلحة المرسلة، تكلمنا بما فيه الكفاية في البدعة التي هي ضلالة، وتكون في الدين، ويكون المقصود زيادة التقرب إلى الله، ولا يتقرب إلى الله إلا بما شرع الله.

الآن نحن في ماذا؟ في المصالح المرسلة، المصالح المرسلة تختلف عن البدعة الضلالة في أنها لا تكون في الدين، وإنما تكون في الدنيا أي: في الوسائل المتعلقة بأمور دنيوية، لكن هذه الوسائل قد يمكن أن تكون وسيلة خير، ويمكن أن تكون وسيلة شر.

ولنضرب الآن مثلاً: هذا المسجل اللطيف الحجم، يمكن أن يسجل فيه كلام الله، يمكن أن يسجل فيه كلام رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، يمكن أن يسجل فيه فتاوى العلماء وأجوبتهم إلى آخره، هذا كله خير، لكن يمكن أن يسجل فيه الكفر، يمكن أن يسجل فيه الفسق والفجور والأغاني وو ... إلى آخره، هي الوسيلة واحدة ما تغيرت، لكن تغيرت الغاية التي يراد الوصول إليها بواسطة هذه الوسيلة، وقيسوا ما شئتم من الوسائل المحدثة اليوم، وما أكثرها، ومن هنا يظهر أولاً: جهل بعض المسلمين المبتدعين، بل وحماقتهم حينما تقول لهم: يا أخي لا تفعل هذا، هذا لم يكن في عهد الرسول عليه السلام، ولا في عهد السلف الصالح، فهذه بدعة

<<  <  ج: ص:  >  >>