هذه عبادة قليلة .. إلى آخره، «ما بال أقوام يقولون كذا وكذا عن رسول الله، وما بال هؤلاء يقولون عن أنفسهم» وهنا مفهوم من الحديث «أما أنا فأقوم الليل ولا أنام، أما أنا فأصوم الدهر ولا أفطر، أما أنا فلا أتزوج النساء، قال عليه السلام: أما إني أخشاكم لله وأتقاكم لله، أما إني أصوم وأفطر، وأقوم الليل وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني».
إذاً: السنة هنا ليس في معناها التي تقابل الفريضة كما اصطلح عليه الفقهاء، وإنما هي الشريعة بما فيها من فعل وهو عبادة، وما فيها من ترك وهو سنة.
هنا أردت أن أقف قليلاً ثم انصرفت؛ لأني تذكرت أنني إن وقفت عند الكلام عن السنة الفعلية والكلام عن السنة التركية سوف نمضي بعيداً وبعيداً جداً عن الإجابة عن أصل السؤال، وهو: الاصطلاح الشافعي في تسمية بعض الأفعال النبوية التي كان عليه السلام يفعلها خاصة في الصلاة بأنها من الهيئات.
فلكي لا نذهب بعيداً عن ختم الجواب عن هذا السؤال، أنصرف الآن عن الكلام الذي عرض لنا آنفاً من ضرورة بيان الفرق بين السنة الفعلية والسنة التركية، وبخاصة أن مثل هذا الاصطلاح أعرف أنه غريب، ولا غرابة في ذلك؛ لأننا نعيش في غربة عجيبة من العلم والبعد عن فقه الكتاب والسنة.
بعد هذا أقول إتماماً للجواب عن ذاك السؤال، ومعذرة فإني أرى وقد التأم الجمع وكثر وبورك فيه أن أعود إلى ما كنت أردت البحث فيه من التفريق بين السنة الفعلية والسنة التركية، لكن هذا بعد أن أختم الجواب عن ذاك السؤال.
فأعود للختم ثم أعود عوداً أحمداً إن شاء الله إلى الكلام عن السنة الفعلية والسنة التركية، سنة الرسول عليه السلام كما سنشرح في قريب من يأتي إن شاء الله، قسمان: سنة فعلية وسنة تركية.