للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} [يوسف: ١١٠] الرسل هؤلاء، فما بالك نحن؟ لكن نحن علينا أن نأخذ بالأسباب فنتوكل على رب الأرباب، ما نقعد نفكر بالأسباب نحن ما نعمل بالنسبة لكلا الدولتين العظيمتين؟ نحن نقدر ننتصر عليهم؟ لا ما نستطيع، إذا ما اعتمدنا على أنفسنا، أما إذا اعتمدنا على ربنا وعلى أحكام شريعته التي أمرنا بها، لا شك أن الله عزوجل سينصرنا، لأن الله لا يخلف وعده، {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: ٤٧].

ولذلك أنا عندي فكرة ووضعت لها عنواناً من نحو أكثر من عشر سنوات، طريق الخلاص من الوضع الذي نحن فيه هو ما أعبر عنه بكلمتين: لابد من التصفية والتربية، تصفية الإسلام مما دخل فيه، والذي دخل فيه أكثر مما فيه.

مداخلة: ... أعداء الإسلام من الإسلام؟

الشيخ: لا، هو من المسلمين الجهلة، يعني: إذا تعددت الأسباب، تعددت الأسباب والموت واحد، فيه شيء نبع من أنفسهم، وفيه شيء طرأ عليهم من أعدائهم، أظن تبين لك ماذا نعني بالتصفية، التصفية تعني تصفية العقائد التي دخلت في أفكار المسلمين والإسلام بريء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب كما يقال.

تصفية الأحاديث النبوية من الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وما أكثرها، ما تسمع خطبة في مسجد في إذاعة إلا وتجد فيها حديث أو أكثر ضعيف أو موضوع، تصفية الفقه الإسلامي مما فيه من آراء وأفكار بعضها نبعت من مجتهدين علماء، لكنهم غير معصومين، وبعضها صدرت من ناس ليسوا من أهل العلم، وإنما مقلدين، تصفية تصفية، وبعدين تصفية السلوك من الانحراف عن الكتاب والسنة، والسلوك الصوفي مثلاً الذي يزهد في الدنيا، ويخالفوا مثل قوله

<<  <  ج: ص:  >  >>