أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا يا سعد تورد الإبل
مما لا شك فيه أن موقف أعداء الإسلام أصالة وهم: اليهود والنصارى والملاحدة من خارج بلاد الإسلام هم أشد بلا شك ضرراً من بعض هؤلاء الحكام الذي لا يتجاوبون مع رغبات المسلمين أن يحكموهم بما أنزل الله.
فماذا يستطيع هؤلاء المسلمون وأعني طرفاً أو جانباً منهم وهم الذين يعلنون وجوب محاربة الحاكمين من المسلمين؟ ماذا يستطيع أن يفعل هؤلاء لوكان الخروج على الحكام واجباً قبل البدء بإصلاح نفوسنا نحن كما هو العلاج الذي بدأ به الرسول عليه السلام؟ إن هؤلاء لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً إطلاقاً.
والواقع أكبر دليل على ذلك، مع أن العلاج الذي يبتغونه وهو: أن يبدؤوا بمحاربة الحُكَّام المسلمين لا يثمر الثمرة المرجوة؛ لأن العلة كما قلت آنفاً ليست في الحاكمين فقط، بل وفي المحكومين أيضاً، فعليهم جميعاً أن يصلحوا أنفسهم، والإصلاح هذا له بحث آخر قد تكلمنا عليه مراراً وتكراراً، وقد نتكلم قريباً إن شاء الله عنه.
المهم الآن المسلمون كلهم متفقون على أن وضعهم أمر لا يحسدون عليه، ولا يغبطون عليه، بل هو من الذل والهوان بحيث لا يعرفه الإسلام، فمن أين نبدأ؟
هل يكون البدء بمحاربة الحاكمين الذين يحكمون المسلمين؟ أو يكون البدء بمحاربة الكفار أجمعين، من كل البلاد؟ أم يكون البدء بمحاربة النفس الأمارة بالسوء؟
من هنا يجب البدء؛ ذلك لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إنما بدأ بإصلاح نفوس أفراد من المسلمين المدعوين في أول دعوة الإسلام، كما ذكرنا في أول هذا الكلام.
بدأت الدعوة في مكة ثم انتقلت إلى المدينة، ثم بدأت المناوشة بين الكفار