للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شقرة: لذلك أنا أقول دائماً وأبداً، بأنه خير من العلم إذا كان ينتهي ببعض الناس إلى هذه النهايات المؤسفة الجهل، الجهل خير من هذا العلم، ذلكم أن الجاهل لا يفلسف عمله إلا بجهله، أما هذا الذي يفلسف عمله بمثل أو هذا العمل الذي أشار إليه أخونا فإنما يفلسفه ويسوغه بعلم لم يصل فيه إلى دليل شرعي صحيح، ولذلك من نصيحتي لإخواني دائماً أقول بأن فقه الأدلة الشرعية هو أهم بعد حفظها منها نفسها، ذلكم أن الأدلة الشرعية والحمد لله إذا تيسرت على مثل يد شيخنا فإن الإنسان يأمن العثار إذا أخذ بالدليل منها، وعندنا كتاب الله -عز وجل- الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وعندنا هذه السنن التي كانت مهجورة فعلاً والآثار والأقوال والأفعال والتقريرات فجاد الله علينا في هذا الزمان بأن صارت مُيَسَّرة إلينا معروفة عندنا قريبة منا بفضل الله أولاً ثم بفضل شيخنا -جزاه الله خيراً-، لذلك أقول بأن النظر في مثل هذه الأدلة، وليس أن أخبط خبط عشواء ولا أدري كيف أستل الدليل من هذه الأدلة الشرعية الكثيرة من نصوص الكتاب والسنة التي لا يحصيها العاد، وكثير أولئك الذين سقطوا على وجوههم، وكبوا على آنافهم، وهم يريدون أن يحسنوا بمثل ما فعلوا وليتهم لم يظنوا أنهم يحسنون؛ لأنهم أساؤوا من حيث ظنوا أنهم يحسنون وكما قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: وكم من مريد للخير لا يصيبه. وبذلك أقول بأن العلم ينبغي أن يُنْظَر فيه نظرة واعية دقيقة حتى لا يقع المتعلمون وطلاب العلم في مثل ما وقع؛ لأنها ليست من السنة وليست السنة منها أبداً.

الشيخ: هذه الحادثة في فهمي في ذلك الزمان تلتئم تماماً مع قوله -عليه الصلاة والسلام-: «الحرب خُدعة» أو «خُدعة» أو «خِدعة» تلتقي هذه الحادثة مع هذا الحديث الصحيح، لكننا لو نظرنا إلى وضعنا الآن الذي يسوغ فيه التمسك بتلك السنة المزعومة هل نحن الآن في حرب مع الكفار، نحن لسنا في حرب مع الكفار مع الأسف الشديد، لكن الكفار في حرب معنا، فلسفة لفظية،

<<  <  ج: ص:  >  >>