للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكن القصد مفهوم، هم يحاربوننا ونحن لا طاقة لنا لمحاربتهم، لو كنا نحاربهم لاستعملنا هذه الوسيلة حينذاك؛ لأنها تلتقي تماماً مع قوله -عليه السلام-: «الحرب» ولو «خدعة» واحدة، لكن أين الحرب، ربنا -عز وجل- يقول: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: ٦٠]، أنا أزعم أنني أفهم من هذه الآية شيئاً ليس من عادة المفسرين أن يتعرضوا له لا لغفلتهم وإنما لأنهم لم يكونوا يومئذٍ بحاجة أن يبينوا هذا الذي أنا الآن أفهمه، ولا شك أنني إذا كنت أنا أفهم شيئاً وأنا الأعجمي الألباني فلا شك ضرورة أعلم أنهم كانوا أسبق إلى مثل هذا الفهم مني، ولكنهم لم يكونوا بحاجة إلى بيانه أما نحن اليوم فقد صرنا محتاجين إلى بيانه؛ لم؟ لأنك تجد من لم يأخذ الاستعداد الأول استعداد الإيمان التوحيد العبادة الصادقة الخالصة إلى آخره، يحتج ويقول: ربنا قال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: ٦٠]، ولكن لنتأمل الآن إلى هذا المعني الذي أريد أن أذكره، ولا أقول أريد أن أبينه؛ لأنه مبين؛ لمن الخطاب؟ وأعدوا أعدوا معشر المسلمين معشر المؤمنين بالله حقاً، هل نحن كذلك؟ إذاً نحن ما صرنا بمثل هذه المثابة التي تستحق توجيه هذا الخطاب إلينا مباشرة؛ لأننا لسنا مؤمنين حقاً، وهل نحن بحاجة إلى إثبات هذا الذي نحن ننفيه، لسنا بحاجة، آية واحدة تكفي الجميع لإقناعهم بأنهم ليسوا مسلمين، لأن الله -عز

وجل- وصف المؤمنين بقوله -عز وجل-: {إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ} [محمد: ٧]، فمن الإيمان أن ننصر الله -عز وجل-، ونعلم جميعاً أن نصر المسلمين أو المؤمنين لله ليس نصر قوة، وإنما نصر إيمان واتباع لما أنزل الله، والمسلمون اليوم عددهم كثير، ولكن المؤمنون فيهم أقل من القليل، الأمر كما تعلمون في الحديث المعروف الصحيح، وهو قوله -عليه السلام-: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم»، فإذاً أعدوا معشر المؤمنين، فأين المؤمنون، السؤال فأنا أظن أن

<<  <  ج: ص:  >  >>