للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لبس لباس الكفار، ذلك يقول هذا لأنه لا فقه عنده، كأنه يتوهم أننا نحن معشر الدعاة إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح كأننا نقول أنه لا يجوز أي لباس يأتينا من بلاد الكفار، ولذلك بعضهم من الحمقى هل أنتم تستعملون السيارات مثلاً؟ وهي من بلاد الكفار، هذه الأحذية الأجنبية، هالجوارب هالكذا إلى آخره، وهذا شأنهم شأن ما أشار إليه الأستاذ في خطبة الجمعة: لا يفرقون بين البدعة الدينية والبدعة الدنيوية، فبسبب عدم هذا التفريق فتحوا باب الابتداع في الدين باسم أنه يجوز الابتداع في الدنيا، إذاً يجوز الابتداع في الدين، كذلك شأنهم فيما يتعلق بالتشبه بالكفار ظنوا أن كل شيء يفعله الكفار أو يصنعه الكفار لا يجوز للمسلمين، لا هناك ضابطة.

وأنا أقول إن الضابطة في الواقع ضابطتان إحداهما أهم من الأخرى، وهذا في اعتقادي أنه يجب على طلاب العلم على الأقل أن يكونوا على معرفة بهاتين الضابطتين: الأولى: أنه ما كان من عمل الكفار فهو إما أن يكون شعاراً لهم؛ فهذا الذي لا يجوز للمسلم أن يتعاطاه، وأن يستعمله، وهذا هو المحظور الداخل في عموم قول الرسول -عليه السلام-: «من تشبه بقوم فهو منهم»، أما الضابطة الأخرى فهي أن الكفار إذا فعلوا فعلاً وليس شعاراً لهم، وبإمكاننا نحن أن نخالفهم فعلينا أن نخالفهم في ذلك، ليست المخالفة هنا من باب أن لا نتشبه بهم؛ لأننا نفترض الآن أن ذلك الفعل ليس شعاراً لهم، لو كان شعاراً لهم ففعلناه تشبهنا بهم، لكن البحث الآن في فعل يفعلونه، فعلينا أن نخالفهم، وهنا يأتي حديث عظيم جداً جداً، وكثير من طلاب العلم وربما من أهل العلم لا ينتبهون لأهمية هذا الحديث في هذا الموضوع الذي نحن بصدده الآن، ألا وهو قوله -عليه السلام-: «إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم»، المخالفة شيء وترك التشبه شيء آخر، تأملوا معي في هذا الحديث، قال: «إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم» التي شابت رغم أنوفهم، هذا ليس بفعلهم، هذا من فعل خالقهم، لا فرق بين مسلم وكافر يبلغون سن الشيب فهذا يشيب وهو مسلم وذاك يشيب وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>