للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كافر، مع أن هذا الشيب الذي سلطه الله -عز وجل- على ذاك الكافر ليس من فعله يقول لنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «خالفوهم» بماذا «اصبغوا شعوركم» خالفوا اليهود والنصارى، هم يشيبون لكنهم لا يصبغون، إذاً قصد المخالفة هدف شرعي عظيم جداً، فإذا المسلمون أو طائفة منهم فهموا الإسلام هذا الفهم العام الصحيح وطبقوه بكل حذافيره فيما يدخل في أهم شيء وهي العقيدة، وفيما يشمل أقل شيء وهو الأمر المستحب أو الأمر المندوب، يومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله، مثلاً لو كان هناك حرية أو ديمقراطية صحيحة كما يزعمون حرية تصرف كل إنسان

في حدود عقيدته ومبدئه دون أن يفرض رأيه على الآخرين، لوجدت هناك شعائر إسلامية ظاهرة جداً تخالف شعار الكفر والضلال، بل لوجدت تحقيق المخالفة التي أشرت إليها آنفاً في الحديث الصحيح في أبسط شيء، أضرب لكم الآن مثلين اثنين، أحدهما ميسر لكل إنسان، الآخر لا يتيسر إلا للحاكم الذي له أمره، وله قوته، وله سلطته على الشعب، الأمر السهل: هذه الساعة هذه الساعة صنع الكفار بلا شك، بما فيه، لكن هم يضعونها في شمائلهم، نحن نضعها في أيماننا؛ لماذا؟ «خالفوهم»، فنحن ما خسرنا الاستفادة من الساعة حينما وضعناه في يدنا اليمنى؛ لأنها ذات شأن، لكن السيارة مثلاً، نحن ما نستطيع في بلد ما أن نأخذ حريتنا ونرفع علم الإسلام عليها مثلاً، لكن انظروا المثال الثاني: جمعني مرة قطار مع رجل من النصارى من قسيسي لبنان ... وهو ركب ودخل في غرفة وأنا ما انتبهت له، وكان معي بعض الشباب، فأَسَرّ إلي قال: الآن صعد إلى القطار قسيس، ودخل غرفة من غرف القطار، طبعاً فهمت أنا لسان حاله يقول: عليك به.

مداخلة: ههه

الشيخ: فأنا قمت ودخلت الغرفة اللي كان هو جالس فيها، بتعرف القطار فيه صفين من الكراسي الطوال، هو جالس هناك في الزاوية، فأنا دخلت وين أجلس،

<<  <  ج: ص:  >  >>