للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعنوي والمادي إلى آخره الجهاد المقصود به نقل الدعوة الإسلامية من بلد إسلامي، إلى بلد غير إسلامي ولذلك هم في الواقع يخلطون شعبان برمضان، يخلطون الفرض العين بالفرض الكفائي، فالجهاد الأول الذي ذكرته آنفا في كلامي وهو الدفاع عن البلد المسلم المهاجم هذا فرض عين على كل مسلم، أما الفرض الآخر الفرض الكفاية إنما يجب على طائفة من المسلمين دون كل فرد من أفراد المسلمين، وإذا عرفت هذا التفصيل سقطت أدلتهم كلها التي يسردونها للرد على من ينكر الجهاد من النوع الذي يراد به نقل الدعوة من بلد مسلم إلى بلد كافر، الذي يراد به مقاتلة من يلينا من الكفار، هذا لا بد له من استعداد ولا بد له من تنظيم ولا بد له من كل وسيلة من الوسائل التي فيما يبدو للناس ولا بد ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها أنها من أسباب النصر والغلبة على الكفار.

فالآن بعد هذا البيان الذي اعتبره جوابا عما جاء في سؤال يتعلق بالجهاد الآن اذكُر الشبهات أو الأدلة في زعمهم التي ردوا بها علينا حيث توهموا أننا ننكر الجهاد مطلقا وأنه نشترط له شرط الإمارة بينما نحن نفرق بين جهاد وجهاد هات نشوف الأدلة.

مداخلة: الشبهة لا جهاد بلا إمام.

الشيخ: والآن قلنا نحن بجهاد بغير إمام لكن نحن نقول الجهاد الذي مثلا نفترض أن هناك حكم كافر صراحة هذا بنص الحديث الذي جاء في سؤالك جائز إلا أن تروا كفرا بواحا، هذا الخروج على هذا الكافر كفرا صريحا ألا يتطلب استعداد؟ هذه نقطة فيها خلاف بين مسلم ومسلم؟ ! لا. الآن هم يقولون جماعة الجهاد، أين جماعة الجهاد، وأين استعداداتهم التي تمكن لهم من الخروج على الحاكم الكافر كفرا بواحا، أين هذا، وأين الخلاف الذي يزعمونه أن الإمارة واجبة؟ نحن نقول الجهاد الذي يراد به الخروج هذا لا بد له من إمارة، ولكن هذا وحده لا يكفي، ألا يتطلب استعداد معنوي، واستعداد مادي، انطلاقاً

<<  <  ج: ص:  >  >>