مناسب بالنسبة للجواب قد صرفت النظر عنه، والآن أقول إن الكعبة قد كتب الله عز وجل لها أن يعود بنيانها ولو زمناً قليلاً على قواعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام ذلك في زمن خروج عبد الله بن الزبير على الخليفة الأموي أظنه عبد الملك.
مداخلة: نعم.
الشيخ: نعم، ودعوة الناس لمبايعته خليفة وهو في مكة ففي حالة كونه هناك قد نصب نفسه خليفة للمسلمين هدم طرفاً من الكعبة وكشف عن قواعد إبراهيم عليه السلام، وتوصف وصفاً لا يحضرني الآن؛ لأنه وصف هندسي مادي كيف كانت الحجارة، مطبقة أو راكبة بعضها على بعض? فعبد الله بن الزبير رضي الله عنه وعن أبيه أيضاً قد أعاد بناء الكعبة على أساس إبراهيم عليه السلام؛ وذلك لأنه كان قد تلقى الأمر عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، وأنتم تعلمون أن عبد الله بن الزبير هو يكون ابن أخت السيدة عائشة أسماء رضي الله تعالى عنها، ولكن مع الأسف الشديد تدخلت السياسة والأحقاد التي كانت تجري يومئذ بين بعض الحكام حينما قدر الله عز وجل لحكمة أرادها أن يقتل عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنه وأن يستقر الأمر والخلافة لعبد الملك بن مروان فأمر بهدم الكعبة التي جددها عبد الله بن الزبير وإعادتها إلى ما كانت عليه في زمن الجاهلية، بل في زمن الرسول عليه السلام الذي تمنى أن يعيدها على أساس إبراهيم لكنه خشي من الفتنة، فأقر البنيان الجاهلي للكعبة كما كان، فعبد الملك بن مروان أعاد الكعبة إلى ما كانت عليه في العهد الأول، ثم من المؤسف أنه ندم وليت أنه ما فعل ما يندم عليه، حيث روى الإمام مسلم في صحيحه أنه كان هناك مجلس بين يدي عبد الملك بن مروان فجرى موضوع الكعبة وما فعله عبد الله بن الزبير من إعادتها على قواعد إبراهيم عليه السلام، وبطبيعة الحال أنكر ذلك عبد الملك على عبد الله بن الزبير، فكان أحد الحاضرين ممن سمع الحديث عن