للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلفظ آخر وهو: بدعة معروفة خير من سنة مجهولة.

الشيخ: أي نعم هذا صحيح مع الأسف.

إذاً: لا هم سلف يعني، لكنهم من الخلف.

مداخلة: أي نعم، فتذكرت الآن ..

الشيخ: سنة مألوفة وسنة غير مألوفة.

فإذاً: رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما حض المسلمين في الحديث الأول الصحيح أن يحيوا السنة حتى يكتب لهم أجرها وأجر من عمل بها، كذلك حض هنا المسلمين بعامة أن يكونوا من الغرباء ومن صفة هؤلاء الغرباء أنهم يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي.

إلى هنا ينتهي جوابي فيما يحضرني الآن عن هذا التقسيم الذي لا أصل له.

مداخلة: سمعتك تقول إلى هنا انتهى الجواب ..

الشيخ: أي نعم، لكن ليس معناه انتهى كلامي، هناك فرق.

مما لا إشكال فيه أننا لو انطلقنا من هذا التقسيم البدعي فلا شك أن الأمر سيستمر إلى سكون، وإلى انهيار حتى تموت السنن كلها وتحيا البدع وتقوم مقامها، ولا يوجد عالم في الدنيا أبداً حتى لو كان من الخلف يمكن أن يقول بمثل هذا القول، تقسيم السنة إلى هذين القسمين ...

التقسيم هذا مبتدع مخالف لتلك الأصول الصريحة التي تحض المسلمين جميعاً وتحض الغرباء الذي لهم طوبى وحسن مآب، طوبى كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «شجرة في الجنة يمشي الراكب المسرع تحت ظلها مائة عام لا يقطعها».

هذه الشجرة لهؤلاء الغرباء، وصفة الغرباء أنهم يصلحون ما أفسد الناس من

<<  <  ج: ص:  >  >>